ونازِلَةٍ من غُبارِها في الأمشاعِ
نِثاراً يُردينا فـي أبحُرِ العَناكِبِ
ويُفرِغُ مِن أنواعِ القُروحِ مَشاحِراً
فيُدكِنُ مِـن اللّهيبِ كُلُّ جانِبِ
عاوَدَ عَينيَ نَحبُهـا فإنْ ذَكَّتْ
تَقضُـمُ البَرَاعِـــمَ وكُلُّ دائِبِ
فكلَّما قَضى منها ناحٌ تَضَوَّعَتْ
واِنسَدَلَ لَهيبُها فـوق السَحائِبِ
تَطيرُ رؤوسُ القومِ تَحتَ المَقادِرِ
ومـا حَلَّ أثكَلَ دُموعَ النَوادِبِ
تَدورُ علينــا المَفارِقُ بِغَصَّـةٍ
والبريءُ يَجمَعُ سِهامَ المَصائِبِ
وما وجَعي إلا الغَوادِرُ لو دَنَتْ
والحَيـلُ مُقَطَّعٌ بمُرِّ المَغالِبِ
إذا كانَ الدَّهـرُ يَحتَتِـمُ إساءَةً
لَهيَ دَلالَـةٌ على سوءِ العواقِبِ
فَتَأتي عَلينا كالغِياثِ الصَّارِخِ
وحِجَّةُ الأمرِ في إكثارِ المَذانِبِ
شطورُ الدَّهرِ عَوراءُ القَلبِ صَمَّاءُ
مـا أنجَبَتْ بِطّيِّهـا غَيرَ المناكِبِ