وَفِّر حَديثَكَ لا تَنْطقْ بِبِنْتِ شَفَه
هُنا الأُمورُ غَدَت يا صاحِ مُخْتَلِفَه
فاْحفَظ لِسَانَكَ إنَّ اللَّفظَ مُمْتَنِعٌ
لَن يَسمعوكَ ولو تَعسِلْ لَهم طَرَفَه
واْحبسْ هُمومَكَ يا هذا فَلَيسَ بِهِم
مَن يُدرِك البَوْحَ أو يُبدي لهُ أسَفَه
حَياتُنا اليوم مَلْأى بالنِّفاقِ أخي
ما عادَت النَّاسُ بالأرواحِ مُؤتَلِفَه
تَغَيَّرَ الحَالُ فالأوضاعُ مُزرِيَةٌ
والعَيْشُ مُرٌّ غَدَوْنا نَشتكي شَظَفَه
والكَونُ لَيْلٌ ظَلومٌ دامِسٌ حَلِكٌ
ألا تَرى الشَمسَ والأقمارَ مُنكَسِفَهْ
كم من صَديقٍ بِودٍ كُنتَ تَعهَدهُ
قد خَانَ عَهداً وجَافَى كُلَّ مَن عَرَفَه
وكم شَريفٍ لهُ في القَدرِ مَنزِلَةٌ
قد راحَ يَشري بأسواقِ الهوى شَرَفَهْ
وكم رِفاقٍ أضاعوا دَربَ عِزَّتِهِم
شَقُّوا دُروباً عن الأخلاقٍ مُنحَرِفَه
إعصارُ بُؤسٍ غَدَا يَجتاحُ عالَمَنا
فكُلّ صَرحٍ مُضيءٍ للمُنى نَسَفَه
لا خَيرَ يَرجو مِنَ المَعروفِ صانِعُهُ
تَبدو الصَّنائعُ تحتَ السَّيْلِ مُنجَرِفَه
فَصَاحِبُ الودِّ يَنْدَى ودُّهُ عَبَثاً
وزَارعُ الوردِ شَوْكاً قَلْبُهُ قَطَفَهْ
والشَرُّ يَطغى على الدنيا بَسَطوَتِهِ
كأنَّما الخَيرُ عنها قد طَوَى صُحُفَهْ