و لاقاكَ يا يحيى الَّذي كُنتَ راجيَا
و مُتَّ عزيزَ النفسِ، حُزتَ المَعاليَا
و كنتَ كسيفٍ في اللياليَ نصلُهُ
و فيكَ ثباتُ الرمحِ ما كنتَ غازِيا
و حاشاكَ أن تبقَ كشخصٍ إذا أتى
أَفلَّ، و لم يَصنَع عليه البواكيا
بَكَتكَ عيونُ الناسِ في الخلقِ كافةً
و إنسانُ عيني قد بكاكَ مُداجيا
لَعَمرُكَ يا يحيى عزيزٌ و غاليٌ
و لكنَّ من يبقى يُضيعُ الأمانِيا
مناكَ! و قد حُزتَ المُنى بشجاعةٍ
و جئتَ إلى الجناتِ حُرًا و راضيا
ألا ليتَ شعري كم لمثلِكَ غزةٌ
ستَحيَا و تُنجِبُ منكَ أُسدًا ضواريا
أأرثيكَ يا سنوارُ أم أنَّكَ الذي
قُتِلتَ و في الأرواحِ مازِلتَ باقيا؟