أختبئُ عن أسئلتي
لا أدلُّ عليَّ أحدَاً
في ركنِ الوجعِ أنزوي
لا أكلِّمُ نفسي
أتحاشى اللقاءَ ببعضي
أنا على خلافٍ مع ذاتي
وحينَ أمرُّ بالقربِ منِّي
أشيحُ بروحي عنِّي
أنا خلعْتُ نفسي من الوَجدِ
أَدَرْتُ لقامتي ظهري
وَرَمَيْتُ بأنفاسي
على قارعاتِ التَّشَتُّتِ
عَلَّقتُ قلبي على مشجبِ الموتِ
وقلتُ :
– انتظرُ حُبَّاً سيأتي
وتركْتُ روحي وديعةٌ
في ذمَّةِ الدُّروبِ الضَّالَّةِ
قلتُ :
– نفترقُ مقدارَ دهرٍ
تَرَكْتُ ذُكرياتي
في بُئرِ الدَّمعِ القاتمِ
وحدي أمضي
بلا أيِّ شيءٍ منِّي يُربكُني
أو يكونُ عبئاً عليٌَ
سأريحُ حالي من حضرتي
أزيحُ عن كاهلي
ثقلَ الهواجسِ والأمنياتِ
تَوَارَيْتُ ..
حتَّى عن قَصيدتي الخَرساءِ
هنا ..
في هذا الخواءِ
المدلهمِّ
لا أحدَ يطالُ مَقَامِي
سأفكِّرُ ملياً بالحياةِ
أُصَحِّحُ ما ارتكبتُهُ من أحلامٍ
لستُ مَسؤولاً عن بَسمةٍ
بَدَرَتْ منِّي مِنْ دونِ قَصدٍ
ولا عَنْ وردةٍ
نَبَتَتْ في شَهقَتِي
أنا أقلِّبُ حيرتي باستياءٍ
لن يُداهمَني الوقتُ
وأنا أصفِّفُ أوراقَ حُزني
على مَهلٍ
سأشتري من العتمةِ
بَعضَ الحلكةِ
لأدفنَ فيها ضوئي
ينبغي أ لَّا أراني
وأ لَّا أشاطرَ جَسَدِي
بثوبِ العراءِ
سأمنعُ عن الجهاتِ اللائبةِ
التَّصنُّتَْ على صمتي الأجهرِ
سأرقدُ ألفَ عامٍ هنا
أستجمعُ ما نزَفْتُهُ من لهفةٍ
وأنا أنتظرُ كلمةً واحدةً
منكِ
تراكمتْ طبقاتُ الاختناقِ
على صدرِ حنيني
وأنتِ
تقشِّرينَ عُمري بِسكِّينِ التَّرَدُّدِ
وتتلهِّينَ باحتراقي
أزمنةٌ بأكملِها وأنا أنتظرُ
شارةً صغيرةً من قلبِكِ
ياذاتَ القلبِ المتوحشِ
نبضُكِ الشَّرسُ
أكلَ لي نسغَ فرحتي
سأهربُ من هذا الحبِّ الآبقِ
إلى قبرٍ آمنٍ
لًنْ أصطحبَ صورتكِ
وسأكفُّ عن كتابةِ الشُّعرِ
حتَّى لا يهتفَ النَّدى
باسمكِ
وَيُخَاصمَكِ الضَّوءُ *.