يا إلهي تعبنا ولم يتعبوا
وانكسرنا
وهم فوقنا جاثمونَ
بأثقل أحقادهمْ
وعطشنا وجُعنا ومُتنا
وهمْ فوق أشلائنا أعشبوا
إنهمْ
منذُ جفَّتْ حقولُ ابتساماتنا أخصبوا
منذُ جاءوا
ولمْ يأكلوا غيرَ أجسادنا
غيرَ هذا الدم النازف الآنَ
لم يشربوا
وها نحنُ
ما بينَ موتٍ وموتٍ
معلقةٌ فوقَ قرنِ النهاياتِ أعمارنا
سقطتْ
من كشوفِ الوفياتِ أرواحنا
أسقطوها
إلى أن تتمَّ فصولُ الحصادِ
وها قدْ تجشأتِ الآنَ
كلُّ المقابرِ
وانتفختْ معدةُ الأرضِ…
بالجثثِ اختنقتْ
_ما يسمونها بـ _ الحياةِ
ولمْ يبق بيتٌ
وما اكتحلتْ بالعزاءِ
وما اغتسلتْ بالمواجعِ أبوابهُ النائحاتُ
فهلْ نسيتنا المقاديرُ؟
هلْ من جحيمِ احتضاراتنا مهربُ؟
إن هذي البلادَ مبقعةٌ بالطغاةِ
نخافُ إذا نَطَقتْ مثلهمْ تكذبُ
ويُوجعنا أن نعاتبها
وهي تعرفُ من أذنبوا!
إنهمْ …..
والأسى في الضلوعِ مقيمٌ
وفي كلِّ يومٍ لهُ مخلبُ
إنهمْ….
ما عسانا نقول وما نكتبُ؟
لمْ يَطُلْ عُنقُ الليلِ
إلاَّ لأنَ انبلاجُ السنا يقرُبُ.
….