يا هِنْدُ لاحَتْ أنْجُمٌ وَقِبَابُ
المَجْدُ يُرْوى وَ الخُنُوعُ يُعَابُ
هَلْ كانَ في التّاريخِ غَيْرُ صَهِيْلِنَا
أمْ هلْ تنَاسَتْ عِرْقهَا الأعْرَابُ
يا أيُّهَا الوَطَنُ الكَبيرُ بِمَجْدِهِ
كمْ عَاثَ فوْقَ تُرَابِكَ الأذْنابُ
يا مُقْلةً بالسُّهْدِ ترْمُقُ حُلمَها
طَالَ النّوى وَالامْنيَاتُ سَرَابُ
والعُرْبُ مَا زَالتْ تُعَاقرُ جَهْلَهَا
ياهنْدُ ضَاعَتْ بيْننا الأنْسَابُ
يا هنْدُ مَلَّ الصَّبرُ منْ خيْبَاتنَا
وتَحَالفَتْ منْ حَوْلِنَا الأغْرَابُ
ما عادَ للبُوحِ المسافرِ وَجْهَةٌ
ضاقَ المَدَى وَتبَاعدَ الأحْبَابُ
ودمَشْقُ مازالت ْتُرَاقبُ وَجْهَهَا
والدَّمعُ من وَجَنَاتِهَا يَنْسَابُ
هلا رأيتِ الشّامَ يَا بنَةَ مَالكٍ
مُذْ جَفَّ في احْدَاقِهَا العُنّابُ
وَ أزالَ إذ شَابَ الأنِيْنُ بصدرها
وَ تَقَطّعتْ منْ حوْلِها الأسْبَابُ
بغْدادُ يا وَجَعَ العُرُوْبةِ كُلّمَا
نَادَيْتُ فَاحَتْ بالشّذا الأطْيَابُ
وَهَزَزْتُ جِذعَ الشّعْرِ ليسَ بِوسعه
ألّا يَبُثَّ حنينهُ السيابُ
هلا سألتِ القُدْسَ، يَا بْنَةَ هَاشِمٍ؛
إذ أُغْلِقَتْ، مِنْ حُوْلِهَا الأبْوَابُ
عنْ لَيْلَةِ الإسْراء كيفَ تَلحّفَتْ
بالنُّورِ أسْوَارٌ لهَا وَقِبَابُ
عَنْ رَوْعَةِ التَّارِيْخِ وَالألقِ الَّذِي
تَخْتَالُ في زَهْوٍ بهِ الأحْقَابُ
ضَجَّتْ مِنَ التّسْويفِ أحْلامُ الكرى
وَالقدسُ تنأى وَ الدُّروبُ ضَبَابُ
وَجَنَائِزُ المُوْتَى يَعِجُّ بِهَا المَدَى
وتَلُفُّ حَوْلَ رقابِنَا الأطْنَابُ
منْ ذَا الذي يُرجَى و َقَدْ عَزَّ الرَّجَا
وَالليلُ داجٍ وَ الحنينُ عِتَابُ
ما أجْمَلَ الأحْلامَ حينَ تحَفُّنا
بِرَذَاذِهِا وَ الأُمْنِيَاتُ خِصَابُ