أحسُدُ من يحيا حياةَ الأُمَرا
فلا يُرَدُّ أمرُهُ إن أمَرا
يفعلُ ما شاءَ متى شاءَ ولا
يخافُ لوماً أو عقاباً أو مِرا
حسَدتُه لما رأيتُ غادةً
حسناءَ ضاهَت في البهاءِ القمَرا
تحضُنه بين يديها ولهُ
أفاضَ حباً قلبُها وأمطَرا
وكم سقاهُ بالحنانِ حضنُها
لما بكى فقبّلتْهُ عشَرا
طابِعةً شِفاهَها بجسمه
مُحْدِثةً عليه لوناً أحمَراً
فانقلبَ البكاءُ ضِحكاً وأنا
أرقبُ عن قربٍ جميعَ ما جرى
فجئتُ للصبيِّ ألهو معهُ
لكنّهُ لما رآني انفجَرا
وعاد للبكاءِ، ويحَ أمّهِ
هل ما رآهُ مارداً لا بشَرا؟!
قبَّلتُهُ فزادَ في بكائهِ
والدمعُ والصراخُ منه انهمَرا
فعادتِ الحسناءُ تلهو معهُ
فكفّ عن بكائه واستبشَرا
تالله ما رأيت مثل لؤمِه
نامَ قريراً، وفؤادي فطَرا
صرختُ باكيا فقالت أمه
اسكت، صبيٌ نائم، ألا ترى؟
تباً له .. يا ليتني مكانه
يا ليتني في العمر كنت أصغرا