حمَّلَ الريحَ سؤالًا وعِتابا
وجنى الرَّجْعَ من الوهمِ جوابا
ضربتْ عاصفةٌ من حزنهِ
لم تجدْ في رُوحهِ إلا الخرابا
أين ما أمَّلهُ من دهره؟
صارَ في مرآةِ ماضيهِ سرابا
ضيَّع الأيامَ يجنيْ لفمٍ
أكلَ الشهد شهيًّا مُستطابا
فجزى العمرَ الذي ضاعَ سُدًى
رَهَقًا من شَظَفِ العيش وصابا
وانثنى يسخرُ من غفلته
أينَ ما أنفقَ في العمرِ احتسابا؟
أين يا قافلةَ الصّبرِ يدٌ
أودعتْ في عُهْدة المجدِ كتابا؟
لم يجدْ يا ويحَهُ من جهلهِ
غيرَ أيامٍ سَبَتْ منه الشبابا
زرعَ الدُّنيا ربيعًا ومُنًى
لسواهُ وارتضى العمرَ اليَبابا
ويحَهُ من جاهلٍ أعرفُهُ
لم يزلْ يجريْ ويعتافُ الجوابا