أحلام صغيرة جدّاً
من نافذتها…تفتفتُ للعصافير الخبز… وقلبي أيضاً.
قلب
كلّ شيء سار بهدوء، إلى أن قررتْ الرياح أن تتلاعب بفستانها القصير.
حاول المساعدة، لكنّه ارتطم بها، ثم بدآ سوياً بالسقوط.
في اللحظة التي استعاد فيها توازنه، كانت حياته…قد خرجت عن السيطرة.
تلاعب
أخرج من محفظته ورقة، رسم عليها قلباً، ثمّ جلس بانتظار الجواب.
أعادت له الرسالة، بعد أن غرزت فيها خطاً.
وقبل أن تُغادر، ابتسمت بغموض… تاركةً إياه يجاهد… لانتزاع السهم.
انتظار
في كلّ صباح كان يجلس على الشاطئ ويراقب ، وعلى مرّ السنوات أكتسبَ مهارة الغوص واصطياد الوجوه، وفي آخر النهار كان يفرغها… على صفحات كتابه.
غير أنَّ بطلة قصتنا اليوم، كان لها تأثيراً مختلفاً، فهي عندما ألقت صنارتها، لم يستطع مقاومة رغبته الجامحة بالتعلّق؛ إلى أعمق نقطة من غمّازتها…حتى غرق .
غرق
تسللَ فنجانها إلى كفّه؛ أداره بين أصابعه، ثمّ جلس على الحافّة.
ارتشفه من حيث نقشت شفتيها؛ أرّقه السؤال:
_من أين ينصبُّ في قلبه…كلّ هذا المرار؟.
أرق
عند زيارتها له هذه الليلة، أطالت السكوتْ، ثمّ قررت إخباره بكلّ ما لم تتمكن من قوله خلال النهار.
لكنه عندما استيقظ، افتقدها؛ صرخ حتى أيقظَ العالم؛ نظروا إليه بارتباك.
يبدو أنهم لم ينتبهوا لذلك الأثر على عنقه…وقد نجا من الحلم.
أثر
غفت على صدره ثم راحت تحلم، راقبها وهي تنطلق باحثةً عن مصدر هذه الخفقات.
في سعيها المحمومِ نحو الهدف، اخترقته ثمَّ تجاوزته بعيداً.
أغمض عينيه ثم تبعها، لكنها كانت قد ركضت في نومها بعيداً جداً، حتى غابت…عن الحلم.
خفقات
كتب أحدهم على الحائط_ قلبي يقيم هنا_ ثمّ مضى.
تسلّلت إحداهن؛ غرست وردة، ثمّ غابت في الظلام.
ظلّت الكتابات تزيد، وبقي هو ينظر إلى الفراشة التي غادرت النافذة، وإلى حجم الفوضى الذي أحدثته…بأوراقه الممزقة.
فراشات عابرة
ثمّة شخص غريب يتسلل في الليل، إلى حديقة بيتٍ ليغرسُ وردةً حمراء، ثمّ يرحل.
ثمّة صوت غير مسموع ينادي من خلف النافذة، و قصصٌ كثيرة تثرثر بها نساء القرية عن عصفورٍ شارد، يتنقل بين الأشجار، ثمّ يختفي في السماء البعيدة.
و هناك خلف التل، إعصارٌ يعصفُ على شكل نحيب، وامرأةٌ عجوز، يموء في حضنها قط، وضوءٌ خافت ينبعث…من خلف ستارة.
رحيل
في اللحظة التي تساقط قلبها، نصحوهها أن ترميه للشمس، لكنها بدلاً من ذلك اختارتْ أنْ تدسّهُ تحت الوسادةِ…لسنواتٍ ما زالتْ تنتظرُ…جنيّتها.