أين ألتقينا؟!/ بقلم: رملة محمد (اليمن)

يا طول المساءات وتبقى وحدك الحقيقة المختبئة في هذا القلب الأعطب دونك

أتذكر كيف ألتقينا أول مرةٍ؟!

في سطر من رواية منسية عند إنتهاء الفاصلة، وبداية الجملة الجديدة
تقابلنا صدفة هناك ثم ألتقيت فيك
في الصفحة الأخرى ولكن هذه المرة
لم تمر مرور الكرام شيء ما تحمل في عينيك !
أهو الخزن العربي؟!
أم هو غموض الرجل الشرقي!!
لكنك كنت شارد الذهن فلم تعي لوجودي في هذا السطر معك
افترقنا وفي الصفحة الخمسين ألتقينا ثانيةً في سطران متوازيان كإنارتان متقابلتان في شارع مهجور يسكنه الألفة والخوف شيء من الإطمئنان مجهول الهوية ؛ولكننا كنا ننير بشكل ملفت جدًا من يرأنا من السماء يتوهم أننا قمران وقعا في هذا الشارع الفاصل بينهم سطر فارغ يسمح لنا أن ننظر لبعضنا في هذه اللحظة شعرت بأنني زهرة وأنت الربيع المنتظر شيء في يساري تورد وتنور وربما تحول إلى فراشة .
تابثان ولكنني كنت أشعر بأنني أحلق، أحلق بعيدًا جدًا رغم أننا نقف في شارع مهجور ننير للغرباء ،للعابرين،للشاردين، حتى للصوص الذين ينهبون في وسط هذا الليل الحالك.
وسرعان ما أختفى هذا الشعور فرقتنا الصفحات لم تجمعنا الأسطر ثانيةً ولا الفواصل حالت بيننا كان اللقاء الحتمي والأخير كمولود المنتظر أتى ورحل في ثانية ذاتها ولكنك لم تكن سراب وظل ذلك الكتاب يجمعنا بين دفتيه ولدت قصتنا في رواية منسية وبقيت هنالك.

About محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!