أدرفت على خدها دمعة وهي تشير بكلتا يديها من أعلى العمارية، وقد اختلطت ابتسامتها بنفحة حزن متدفقة من عمق فؤادها الذي تضاربت موجاته وتناثرت قطرات مشاعره كعطر فواح على ذلك الجمع الغفير المتحلق حولها، والمترنح بفعل نغمات موسيقية مغربية وإيقاعات تقيتيقات مراكشية عتيقة تمنح كل الحضور تأشيرة دخول تاريخ مدينة مراكش من بابه الواسع.
جلست في زاوية من زوايا المكان أنظر إليها وهي تتأرجح صعودا ونزولا. رفعت يدي وأشرت لها لا تخافي ولاتحزني .انت سلطانة زمانك وأنا الآن من رعاياك، احرس على راحتك. وأحرس على ان تتمتعي بلحظتك التي صنعت من مزيج الصدف.
لا تخافي سحب البساط من تحت أقدامي وانتهى الأمر، وترنحت كغافل يقض من شدة الصدمة التي غمرتني وغدرت بي، ورمت بي في جحيم التأمل.
وسألت نفسي، لماذا لحظة الضياع هاته؟ ولماذا نألف ونتآلف، ونحب ونعشق مادامت النتيجة محتومة؟ ولماذا أهرب انا بعيدا لأختبئ وراء خط الأفق وعيون الشمس ترمقني، وتجرني خيوط الضوء الى الخلف؟ فليت الليل يسكن، وتستريح يداي من قبضة الوهم الذي عشش في أحشاء الأحضان!
لاتسأليني، بحركات رموشك فقد تقتليني. ولا تبعثي بهمسات شفتيك فقد تخترقني حروف كلماتك كحزمة رصاصات جبانة لتتركني كغربال يغطي عوراتي.
ويسرع قطار الحياة، ويمر مرورا يستبيح مظهرا خادعا يفرز أوهاما كاذبة. ويمضي، وأنا لم أبرح مكاني أنظر إلى طيفك الرشيق يرقص و ينساب في جوف قاطراته فرحا بهذه اللحظة التي أعتبرها أنا كأب وأنت ٱبنتي العزيزة(شيماء) البداية الجديدة لتاريخ ميلادك الجديد.