منذ البداية بدأت. الحكاية، حينما توزعت صرخاتك أرجاء المكان، وكانت الشهقة الأولى ، في صراع للبقاء منذ أول وهلة،إستطعت أن تجمع ذرات الأكسجين الأولى لتنعش رئتيك ، ثم زفرة تقتلع الأكاسيد الكربونية ويطلقها بعيداً كسموم محترقة.
منذ البداية كان الألم يشق طريقه باحترافية إلى جميع مفاصلك ،وكنت تجهل ذلك ومنذ البداية.
كبر حجمك ، ويكبر حجم التضادات من حولك ،كأنما أنت في حقل ألغام ( فرح ..حزن ..جوع ..شبع ..عطش ..إرتواء……… ) بين شد وجذب، ومد وجزر .
تجد مساحة من الراحة حينما تلجأ إلى وسادتك ،هكذاا حسب ما تظن، املاً في هدؤٍ من جعجعة الطواحين التي لا تنفك حاملة الطنين إلى رأسك المتعب. لكن ثمة خيالات تحاصرك رغماً عن إرادتك ، لتقف عاجزة عن درء الهجوم الكاسح الذي يجعل الوسادة بين أمرين ،إما أن تصبح مريحة جداً أو أن تفزع إلى كأس ماء والعرق يتصبب من جبينك قبل أن ترتد إلى الوسادة مرة أخرى مصحوبا بالدهشة في كل مرة.
مازلت تقاوم ، هناك ما يحملك على الصمود ،لتستمر الدهشة حتى تصل إلى شهقة لا زفرة بعدها،ومع ذلك فثمة دهشة أخرى لا يستطيع أحد أن يدركها سواك.