كان الشبان الثلاثة منشغلين باللهو مع جرو صغير بني اللون، ويعبثون بالطوق على رقبته، حزام بلاستيكي اسود…
كنت جالسا على مقعد خشبي ، أرتكز على الحائط الحجري…
وما هي إلا لحظات حتى وجدتُ فاروق واقفا عند رأسي من جهة الشمال!..
سألني بدون أن يحييني: ــ الست مشتاقا الى زوجتك ؟…
لم اقل شيئا… التزمت الصمت… استمرتُ انظر الى الجرو الصغير، ينط هنا وهناك بين الشبان ، وأصغرهم يصفر له…
ـــ ستة أشهر!
هززتُ رأسي وقلت متنهدا : سبعة …
لماذا لم تذهب ؟….-
ــ أعرف… ما ستقول …لأنك أنت الرجل وهي المرأة … أنت القوي.. لا تنتظر أن تأتي إليك وتطلب الصفح! فآنت الرجل ….
آه لم تفهمني يا صديقي فاروق….
ــ نعم أقولها لك …أنت الرجل.. ورجل قوي !فعليك أن تذهب أليها، و عليك أن تتنازل عن تفكيرك وتبقى أعقل الناس في الحي !فتفكيرك بهذه الطريقة اعوج غير سويا!…الحب، المودة، العائلة، الأولاد، أمور لا يوجد فيها تنازل أو كبرياء !وإنما هناك إرادة ذكية ومسئولة للحفاظ على كل هذا… قبل أن تفقدها فجأة ودفعة واحدة!….
— ولماذا افقدها؟….
— لأنك ببساطة ، لا تبذّل أبسط مجهود في أن تحافظ عليها!..
قال ذلك .. ثم تركني أفكرُ فيما قال …
الشبان لا يزالون يلهون مع الجرو البني….