تعاقبت الأيام بحلوها ومرها على سلمى ، لم تتوقف عن. التفكير ، حين توقفت أحلامها الصغيرة. وأمنياتها على شواطيء عمرها اليافع ، كل شيء بدا لها مُختلفاً
بالأمس فقط كانت. قد تقدمت. لوظيفة. جميلة مضيفة طيران على خطوط بلادها ، كانت تتقن اللغة الإنجليزية والفرنسية ، حيث حلم والدتها لها ان تدرس لغات ، وقد كان ، وقُبلت في هذه الوظيفة. التي طالما حلمت بها لتسافر بعيدا لبلاد. لا تعرفها .. تحقق الحلم ، وسافرت مُدناً جميلة كثيرة ، واختلطت بالبشر من كل أنحاء العالم ، سعادتها كانت تغمرها كلما هبطت الطائرة على مدينة جديدة اتسع قلبها لتراها .. الى ان تعلق قلبها مع قلب
قائد الطائرة عماد .. كانت ابتسامتها المشرقة تجذب الجميع ، وعيناها. السوداوتين تسرق القلوب في نظراتها الجميلة ، اكتملت القصة بتبادل المشاعر الرقيقة ،
كانت تسارع للعودة للوطن ، لتحدث والدتها وصديقتها عن رحلتها ، لكنها كانت تخبيء هذا الاحســاس الذي سكن. في ضلوعها ، تتردد كثيرا في البوح به ، تخشى ان ذكرت قصتها تكتشف ما بها من أي تناقضات اذا وجِدت ، لذا. كانت تكتفي في السعادة تحيطها تغمرها. بدلال ، تغمض عينيها ، لا احد كامل في هذه الحياة ، كانت جملتها التي ترددها دوما ، ولا تدري هل تقنع نفسها ام تقنع الأخرين. بها …. ومرت سنتان .. كان قلبها يتعلق اكثر بقائد الطائرة كابتن. عماد ، الذي. لم يتوانى عن التعبير لها عن اعجابه بها ومدى حبه ، تقدم لها ، وكانت الموافقة عليه صعبة في بداية الأمر لكن اصرارها ، جعل الامور قريبة جدا ..
والدتها. التي تعيش معها بعد وفاة والدها وشقيقتها في. حادث مروري ، كانت تخشى عليها كثيرا. لذا قررت ان لا تقف امام سعادة ابنتها .. وافقت. على خطوبة ابنتها من قائد الطائرة .. وكان الاحتفال. جميلاً
بحضور أقرباؤهم ، باركوا. لها هذه السعادة …
لازمتها الفرحة كثيرا ، كانت تحضن والدتها كثيرا ، تعدها. بأنها لن تتركها وحدها ، ستكون. دوما في حياتها النور الذي يضيء بصيرتها وقلبها ، والدتها كانت سعيدة بها
وتمنت من الله. ان تكتمل الفرحة وترى أحفادها ….
مرت. الايام. والاستعدادات كثيرة. لهذا الفرح ، كانت. مشغولة. في إعداد فستان فرحها وترتيبات. الزواج ، توقفت عن العمل ، كانت بانتظار عريسها. بعد كل رحلة ، لتسمع منه. عن رحلاته. الطويلة
والمتعبة ، وتحدثه عن. انجازاتها في الاستعداد للفرح .. الذي اقترب كثيرا ،
لم يتبقى. الا أسبوعا واحدا ، وهي لا تزال تلاحق الاستعدادات. الجميلة .. اتصل عليها عماد ، أخبرها. بأنه سيأخذ مكان. زميله رحلته للصين ، زميله المريض الذي سيجري عملية خطيرة ، وبذلك. سيحضر. قبل الفرح. بيوم ، وستكون هي قد اعدت تجهيزاته الخاصة وكل الامور المتبقية ، انشغلت سلمى بنفسها ، لكن قلبها بدأ بنبض غريب ، يتسارع حيناً ، ويتباطيء حيناً ، تراودها. الافكار المزعجة كَثيراً،. لكنها كانت تدفع بها من نافذه التفاؤل ولا تعيرها. اهتماما ..
واقترب موعد الزفاف ، لم يتبقى له الا ثلاثة أيام .. كلمها عماد مشتاقاً ، يسألها عن كل الامور ، ثم ودعها مشتاقا على امل
الحضور دون تأخير ،. فهو قادم على متن الرحلة. التي يقودها من الصين …..
ولكن في زحمة الامور ، تعرضت طائرته لحادث ، وسقطت في المحيط ، واذيع الخبر على نشرات الاخبار ، ووصل الخير لسلمى. حتى سقطت أرضا من حجم الخبر ، مستحيل ، هذا ما قالته ، وغابت عن الوعي .. تأكد الخير. ولا ناجيين كن حادث الطائرة ، حتى قلبها أصيب ، لم تصدق
لم تحتمل .. من انتظرته واكتمل الانتظار
ذهب في عمق المحيط رحلة من الصين
أنهت حُلمها .. ونبض قلبها ..