للمرة الأولى تغني بصوت مسموع، وهي تنشر اثوابها في شرفتها على حبل مهترىء لمنزلهم الصغير فوق دكان ابو اسماعيل وسط مداخل الحي الضيقة، جاء صوتها ولأول مرة ايضاً! اكثر عذوبة وهي تقّلد الفنانة سعاد حسني
بأغنيتها:
“لا تجبلي الشكلاته يا بلاش يا وله
روح رجع البطاطا يا بلاش يا وله”
سمعها ابو اسماعيل المتقد السمع! صرخ بصوته الجهوري غاضباً:
“تعالي خدي البطاطا بلاش حد يرميكي من البرنده!”
تشعر بضيق، تترك ما تحمله، تسحب منديلها و تخرج الى دكان ابو اسماعيل،
يشير لها ان تحمل الكيس المركون على الأرض، خطفته بسرعة وادارت ظهرها دون ان تتفوه بكلمة.
ابن ابو اسماعيل يجلس في هدوء خلف طاولة الدكان يفصل القروش عن الشلون ويضعها كأبراج امامه، يراقب كل شيء بهدوء، توقف عن العد حين لمح جديلتها وقد تحررت من ربطة المطاط القوية المشدودة في نهايتها ككل مرة، وبقي يراقب سنابل شعرها وهي تنفك وتتراقص فوق ظهرها على نغمات صوتها وهي تكمل
الأغنية :
الشوكلاته ساحت راحت مطرح ما راحت