الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، كنتُ عائداً للمنزل، وبداخلي نوبة غضب من آراء الناس، وفي أحد الزقاق المُخيفة، كان ضوء القمر خافتاً، والهدوء يتسيّد المكان، فجأة – سمعتُ أحدهم يمشي خلفي، قررتُ عدم الإلتفات، لكنه كان أسرع مني، اقترب يمشي مني حتى أحسستُ بصليل أنفاسه بالقرب من اذني، أرعبني جداً، وأنا أمشي بسرعة, وقشعريرة الخوف تملأ جسدي، قررتُ الإلتفات، درتُ للخلف، إذ برجلٍ مخيف، أشعث أغبر، طويل القامة، ضخم البنية، مفتول العضلات، طويل اللحية والشارب، نظرتُ له بفزع، وأنا أرتجف..
أمسك بي في عنقي، أحسستُ بيده الثخينة تخنقني، يده مليئة بالشعر، حاولتُ الإفلات لكن قبضته كانت عصماء، حاولتُ النطق ماذا يريد مني، لكن تفاجأتُ بلساني المُقيّدة!!
وبدون مدمات، أحسستُ بلكمته تضرب وجهي بكل قوة، لم أتمالك نفسي، بدأتُ بالدوار، على وشك أن أفقد عقلي، استسلمتُ إثر الضربة…
وأنا أدوخ وأفقد وعيي، سمعتُ صوته الثقيل وهو يقول: افسح صدرك يا صقر، لا تتضايق، تقبّل الآراء، لا تتنرفز، إياك والغرور، اصحُ من غفلتك أيّها المراهق المتهور.
جميل ورائع جداً اعجبني كثيرا هذا البوح الشجي