كان الوقت يداهمني، والخيارات قليلة، تركت طعامي ووثبت من على طاولتي، أتقصّى بين الدكاكين باحثًا عن شيء يليق بمقامها.
دخلت الدكان الأول وبحثت بين رفوفه المغبرة، لم يلفت انتباهي شيء.
ركضت إلى الثاني وعرقي يتهاطل مني بغزارة، قلّبت الرفوف وما من شيء أيضًا.
الموعد يقترب، عقارب الساعة كأنها قطار سريع، يا لحظي وحظها!
فقدت الأمل واستسلمت،
وخرجت مطأطىء الرأس جارًا أذيال الخيبة والخذلان.
على حين غفلة وبدون سابق إنذار،
وإذ بشعاع يضوي، من قرطاسية في نهاية الطريق المظلم.
شعاع بعث فيني الحياة، ودبّ الدم في عروقي.
طِرت إلى هناك فرحًا، ألقيت التحية مستعجلًا.
سألت البائع وأنا ألهث كعدّاء مارثون أرهقته كيلومترات الأولمبياد : هل أجد عندك قلم (لامي) يا سيد؟
حبست أنفاسي مترقبًا إجابته…
قال: نعم.
-ماذا؟
-أجابني مستغربًا ألا تسمع يا سيد؟
قلت: بلى أسمع.
– نعم يا سيد موجود.
صرخت بصوت عالٍ، الحمدلله. وأخيرًا…
شكرًا يا رب.
أَخَافَ صوتي البائع، ودمدم بكلمات لم أستطع فهمها، أو ربما لم أرد ذلك.
ربما حسبني مجنونًا، ليس مهمًا، فليذهب إلى الجحيم.
خرجت ونشوة الإنتصار تملأ صدري فرحًا وسعادة، وكأني اجتزت الصراط المستقيم إلى جنان الخلد.
فرحة ما بعدها فرحة! لقد اقتنيت لأجلها هدية.