قصص للأطفال
اخذت لميس علبة الطعام و مشت بخطوات ثابته إلى أطراف الغابة. في مساء اليوم الماضي جاءت برفقة والدتها إلى هذه القرية لتزور عمتها.
لميس لا تحب اللعب مع الأطفال لأن على خدها وحمة . فتخاف ان يسخروا منها.
جلست على صخرة بقرب النهر و فتحت علبة الطعام التي اعدتها لها العمة.
بها أصناف مختلفة من الحلوى الكيك و بعض الفاكهه .
سعيدة و هي تستمع إلى صوت خرير ماء النهر وحفيف الأشجار و زقزقة العصافير التي تحلق حولها.
بعد فترة ، انفصلت الأعشاب الكبيرة القريبة منها عن بعضها البعض ، وقفز أطفال من عمرها يضحكون و يلعبون .
عندما شاهدوا الحلوى و الكيك سألوا لميس هل يمكننا … أكل الحلوى و مشاركتك الطعام؟
قامت لميس على عجل بتغطية الوحمة بيديها ، ودفعت بعلبة الطعام لهم وقالت خذوها و أدارت لهم ظهرها.
قالت لين: بعد أن فتحت علبة الطعام: شكراً لك! ثم قالت من أنت نحن لا نعرفك؟ .
حبست أنفاسها بتوتر وقالت: اسمي لميس انا في زيارة لعمتي التي تسكن بالقرية.
بصوت واحد هتف الأطفال مرحبين بها و طلبوا منها ان تلعب معهم.
بالقرب منهم كان معلم الرسم في المدرسة يرسم بريشته جمال الطبيعة و ينصت إلى أحاديثهم التي تحملها نسمات الربيع بكل فضول و إهتمام.
قالت لميس : أنا آسفة لا أستطيع اللعب معكم ، واذرفت الدموع من عينيها.
اقتربت لين منها و رفعت يد لميس عن وجهها تحاول مسح دموعها فشاهد الأطفال الوحمة .
قالت لميس لا أريد أن أؤذيكم بالنظر إلى وجهي ، فأنا من يوم ولدت و هذا الوحمة المخيفة تغطي خدودي .
كانت تبكي بشدة و تقول لا أريد لا اريد أن أعيش مع هذا التشوه إلى الأبد!..
أحتار الأطفال ماذا يقولون و ماذا يتصرفون و كيف يحاولون اسعاد لميس.
و هنا اقترب مدرس الرسم وقال مرحباً ايها الأصدقاء الصغار .
كان الأطفال فرحين بقدومه
وخفت نغمة بكاء لميس ثم اقترب منها و قال : يا طفلتي لا تحزني كل هذه الوجوه التى نراها هي أقنعة و لكن صورتنا الحقيقة هي بداخلنا باعمالنا و افعلنا .
أنا أستطيع أن ارسم لك الأن قناعاً و يستطيع الطبيب بعد فترة انتزاع هذه الوحمة من وجهك و لكن هل سيتغير ما في قلبك؟
صمت الأطفال ولميس وهم يستمعون بإصغاء إلى حديث المعلم والذهول و المفاجأة في عيونهم و الانبهار من كلماته.
ثم احظر ورقات و أقلام و قال :
عليكم أن تساعدوني في رسم صورة تعبر عما يجول بأنفسكم ثم نكمل حديثنا ما رأيكم؟
فأومؤا رؤوسهم بقوة على أنهم موافقين. قال أحدهم ماذا لو لم أتمكن من الرسم بشكل جيد؟
ثم تراجع بخجل. اقترب منه المعلم و ربت على كتفه وقال : عليك أن تحاول.
اختلطت أقلام ، التلوين بين أنامل الأطفال . و لم تعد قطعة من لباس يرتدونها الا و نقاط التلوين مرشوشة عليها. و لميس خجلة لم تجرؤ على النظر لأعلى ، وهي تنضح بنوع مختلف من التألق عندما ترسم بجدية.
بعد فترة ، عاد المعلم وسأل بهدوء: هل انهيتم الرسومات ؟
قالوا بصوت واحد نعم.
ثم امعن النظر بما رسموا و قال هذه لوحات جميلة لأن كل منكم رسم ما بداخله هذه صورتكم الحقيقية يا لميس.
يا أطفالي : ليس كل ما تراه وجه حقيقي فاكثرها تبدو جميلة و لكنها تلبس أقنعة مزيفة.
أنظروا إلى ما بداخلهم من خلال أفعالهم تروا وجوههم الحقيقية.
أدار المعلم بنظره إلى لميس وأضاف بقول هادف ، بغض النظر عما يراه الآخرون في وجهك ، عليكي دائماً أن أظهري ما بداخلك ، أليس كذلك؟
أجابوا بصوت واحد نعم.
بعد أن اخذ اقلامه لوح لهم المعلم بيده مردعاً و اختفى عبر طرقات القرية .