رأيتُ أمرأةً في المقبرة منذ أيّام تتوسّدُ بخدها شاهدَ قبرٍ لم أتبين بالضبط لمن؛ مررتُ بها سمعتها تشتكي لهُ سوء الحياة والأحوال وأن وجوده هنا حظٌ لا يصادف الجميع ،رتبت ترابهُ بيديها وبهدوء مريب كأنها تخاف أن توقظه من نومه الوديع،فهمتُ أنها أمٌ مفجوعةٌ حين كانت تمضي نحو الباب وتلتفتُ إليه كل خطوة أو اثنين ، أليسَ هذا ما تفعلهُ الأمهات حينَ يودعوننا على أبواب المدارس.