تأوهاتٌ وآهاتٌ وحسراتٌ وأحزانٌ تسري في عمقِ الليلِ وتطرقُ أبوابَ النهارٍ ، وتضرعاتٌ تصلُ لعنان السماء ترجو العونَ بعدَ أنْ أرخى الجوعُ والبؤسُ والحرمانُ ظلالَه الكثيفةَ السوداءَ فعمّت الأرجاءَ ..
وأرَّقت نومَ السلطان فتداعى لهوله
مجلسُ الأعوان ليتدارسَ الوضعَ
ويجدُ الحلَ للشعبِ الطفران الذي
يعاني الأهوالَ …
اجتمعوا تصافحوا تعانقوا وتبادلوا الأنخابَ ، وخرجوا بخفي حُنينْ وبيان ليس بالإمكانِ أفضلَ مما كان على الشعبٍ أنْ يحمدَ الله على حُسنٍ الحالِ ويشدُ على بطنه الحزامَ ….
أحدٌ ما من بعيدٍ يرقبُ المشهدَ وما يجري خلفَ الكواليسٍ يصرخُ فيردُ الصدى عرضٌ هزليٌ وحكيمٌ يهمسُ احذروا ثورةَ الجياعِ إنْ انطلقت ستحرقُ الأخضرَ واليابسَ .
ويخيمُ على المكانِ صمتٌ مطبقّ ..
لكن جدارَ الصمتٍ في الضفةِ الأخرى بدأ يتكسرُ ويتكونُ مشهدٌ آخرُ للوحةٍ بألوانٍ أكثرَ قتامةً وأصواتٌ تتعالى تعزفُ لحنَ الرحيلٍ والكلُ يتراقبُ المشهدَ بهلعٍ وحذرٍ
شديدين .