لم تصنفنِ موسوعةُ غينيسُ صفراً على الشمال، لقد صرت أحد أبطالها العالميين.
لم أبتكرَ شيئاً جبارا، ولم أقطع المسافات وأجوب الأقطار بدراجتي الهوائية لأكونَ مصنفاً أول بطلٍ في العالم قطع عشرين دولةً في عام.
لم أصفف أهدابي لتكون الشعرةُ سيفا، أو أقضم الحديدَ بأسناني، وأسحب السيارة بشاربي.
لم أكن أطولَ أو أقصرَ رجلاً في العالم.
لقد طعنتني بغدرها ذات يوم، ولم ألتفت للماضي الأليم، وجدتها على قارعة الطريقِ تنزفُ دما، فمزقت معطفي لترى الآثار الباقيةَ من غدر الزمن لعل جرحها يبرأ.
احتضنت الندمَ في كفها، وأمسكت بي ، ثم توثبت، وفي الآفاق الرحبة حلقت كعصفورةٍ كانت بالقصف تم إطلاق سراحها لتغرد.