في التاسعة والعشرين تنهيدة ديسمبرية، أكتب لكِ سرديتي الرابعة، هل عرفتيني يا أحلام مستغانمي ؟
أنا المبتور الذي يمد يده للحصول على أصابعه…
هل تذكرين في العام الماضي عندما احتفلتُ معكِ برأسي الذي نجا بأعجوبة من القصف؟
أتذكرين أنّكِ عرفتيني بحزني؟!
أنا القبر المفتوح في مقبرة الضالع، أنا الذي تهرب كلماته إلى صفحتكِ مباشرة، لماذا؟!
أنا وقلبي اليتيم وذاكرتي الثكلى ندرك أنّكِ آخر مخيمٍ عربي، إليكِ نلجأ بجواز الحزن وتذكرة الحنين..
أحلام٫ عند كل عزاء أرقُب أمنياتي لأغرد خارج الفاجعة، أنا طائر الحظ الذي يرفرف بدمعه الحارق في المقلتين…
أحدثكِ يا أُمّي من خلف قضبان الأسى، من بين أضلعي المكسورة، ثمة من أضرم حريقاً في وجهي، أنا منجم فحم، ذات يوم سأضحك ليتساقط الرماد..
أحلام٫ أين نعش الجثث الحية؟! أين يُدفن الذين يموتون من القهر؟!
شيعوني إلى الجنة، هذا الجحيم عذّبني رغم براءتي..