ولادة
أحدهم يراقبك باستمرار، قد يبدو لك الأمر غريباً في البداية؛ تطفئ الأنوار حتى لا يراك أحد. تسقط في حفرة عميقة، لكن يراودك إحساسٌ بأن أحدهم ما زال مستيقظاً في داخلك.
عندما تنهض من السرير، وقبل أن تغادر، تترك الذئب الذي كان يتجول معك ليلة البارحة…تشعر…بالفراغ.
حياة
عند الصباح تتناول جرعتك اليومية من ” لا يهمّ، ليست مشكلةً ” ثمّ تنطلق مثل سهم.
وها أنت ذا ودون أن تلتفت، تقتنص زهرة عجيبة لا ينظرُ إليها أحد.
تتسائل بينك وبين نفسك:
_هل سأجدني هناك؟ فتبدأ بقطف البتلات.
وقبل أن تسقطها في منتصف الطريق، يصدر منها أصوات ضحكات أطفال، وبكاء عبيد، وعواء ذئاب…إنها مثلنا…عندما لا يراها أحد.
موت
تسقط في غرفة مليئة بالمرايا، تتأكد عندها من ألاف العيون التي تراقبك، تقبع خارج جسدك بخوف، تنفذ بشكل آلي كلّ ما تعلمته، تكتشف أنك محبوس خارج شرنقة…تعرف مكاناً هادئاً موجوداً في المساء فقط، ترجع رأسك للوراء ثم تضغط على الدوّاسة، تراقب إسفلت الطريق، و إشارات المرور، حقول الألغام، نشرات الأخبار و أصوات الباعة المتجولين، ضحكات العاهرات..أنت الآن في الخارج، وأنت من لديك المفاتيح، تطفئ الأنوار…تغمض عينيك…لا يراك أحد.
نزار الحاج علي