قصة للأطفال
قالت زهرة لصديقتها : أنظري تلك الفراشة التي تتنقل بين زهرة وزهرة، أكاد أحسدها ، لو كان لي جناحان لفعلت مثلها.
لما سمعت الفراشة كلام الزهرة حطت عليها وقالت بخيلاء: لتعلمي أيتها الزهرة أني الفراشة التي زرت حدائق السلطان ، ورأيت من الزهور ما لا عين رأت.
قالت الزهرة: وهل رأيت السلطانة ؟
قالت الفراشة: رأيتها، وسكتت، ولما رآت الفضول واللهفة بلغا أوجهما قالت: هي امرأة ذات حسن، ولكني رأيت أجمل منها .
قالت الزهرة: ومن أجمل من سلطانة البلاد التي قهرت النساء بلا استثناء ؟
قالت الفراشة : قطر الندى أجمل .
قالت الزهرة بازدراء: تلك الفتاة الفقيرة المعدمة التي تدمي الأشواك قدميها العاريتين ؟!
قالت الفراشة: ومع ذلك هي التي تزين شعرها بزهرة عابقة .
قالت الزهرة : أنا أطمح أن أزين شعر السلطانة ذاتها .
الفراشة: السلطانة لا تعبأ بك ، إنها تضع على شعرها تاجا من الذهب.
الزهرة: لكن السلطان. يحب الزهور بدليل أن حدائقه ملأى بشتى أنواع الزهور ما لا عين رأت كما قلت.
الفراشة: هو أيضا لا يهتم بالزهور وإن كانت حدائقه ملأى بأجمل الأنواع منها.
الزهرة: ولم يزرعها إذن؟
الفراشة: هو سلطان ، يفعل ما يريد.
الزهرة: ولماذا يريد هذا بالذات ؟
الفراشة: لم يرد اقتناء الزهور بالذات كما يخيل لك ولكنها الموضة، أعني هكذا هو المتعارف عليه أن يكون للسلطان حدائق جميلة تغص بأجمل الزهور والنباتات.
قالت الزهرة بتصميم: إنه يحبها إذن .
أجابت الفراشة: ما يشغله أمور جسام، وما للزهور مكان في تلك الأمور.
الزهرة: وما هي تلك الأمور ؟
الفراشة : إنه يبحث في شؤون البلاد ، وحل المشاكل لتسهيل حياة العباد.
الزهرة : مشاكل ؟!
الفراشة : وفض النزاعات بين الأمم ، وإيقاف سفك الدماء، وردع الغزاة ، وحماية الأوطان ، ومنع الحروب اتقاء الهلاك.
قالت الزهرة بعجب: دماء … وهلاك… ما هذا الذي أسمع ؟ إنه عالم بشع، كيف تحتملين مشاهدة كل هذه الأهوال؟
قالت الفراشة: لذا أعود إليكم .
الزهرة: أحمل شيء في العالم حديقتنا حيث يعم السلام، حتى أننا لا نعرف شيئا عن الويلات التي ذكرت، لم أعد أحسدك على تطوافك أيتها الفراشة .
****