“
النــــــّـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــازق
الوجه ترهقه قترة، والرّوح مشنوقة على سنبلة.. يتصفّح وجوه صبيته الكالحة فيقرأ فيها شهوةً للرّغيف.. يتحسّس جيبه الخاوي. يستحضر صورة أمّه. بشمالها القمح، وبجنوبها التّمر… يكوّر بصقة في فمه ويسدّدها إلى موضع عِفّتها تماما!
المولود
انتفخت بطن أمّي فثّاقلت عن المشي..
قائل: إنّها أعراض عسر الهضم.
آخر: بل هو حمل جديد…
ذات صباح شتويّ فاجأها المخاض. توجّعت كثيرا. صرخت كما لم تصرخ من قبل.. ولدت مولودا، هلّل له كلّ البيت…
شيخ مجرّب: الحذر، الحذر، لقد ولدت ذئبا!
شظـــــــــــــــــــــــــــــــــــايا
أغمض عينيّ:
نور في ثنايا العتمة. صور تجري كالأحلام. أرض، سماء، ضوء ضاحك. “ريحانة” تحتلّ الشّمس. عيون يتّقد فيها جحيم الطّين… صراخ وعياط. العاشق يبدل جلده ويفرّ.. ظلام ثقيل كالجبال. “ريحانة” تنزل عن عرش الشّمس. مسلخ تُقطَّع فيه ثمار حوّاء. سرب ذباب، مبالة نتنة، أشباه رجال يمرّون من بين نهود دامعة.. الدّنيا نار حامية.. حبل مشنقة يتدلّى.. ضوء باكٍ.. صحف تكتب: “ريحانة” صارت عدما. وصحف أخرى: نهاية عهر.
أفتح عينيّ. أسأل نفسي: تلك شظايا عالمي فكيف التّشكيل؟
الدّائــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرة
في بيتنا بركة راكدة..
“إنّي أختنق”
سدنتها: انظروا ألقها عندما تشرق الشّمس.
قائل: عفونة قاتلة.
آخر: نرميها بحجارة فنحرّك سواكنها.
سدنتها: إن تفعلوا يسقط البيت.
ثالث: أسِنَتْ بكم فاخرجوا.
سدنتها (بحنجرة ملتهبة): حماة الحمى، يا حماة الحمى!
تثور عاصفة من غبار فيسقط السّدنة..
قائل: نبدل الآسن على مكث.
آخر: وهل ينفع العقار ما أفسده الدّهر؟
لغط وصياح وغبار..
قائل عاشر:خونة!
سابع: أنتم الخونة!
ضباب وسراب ودماء…
سدنة جدد: (…)
قائل:(…)
آخر:(…)
وتظلّ البركة راكدة في بيتنا..
“إنّي أختنق”
… … …
حرف مكسور
أراني أعصر نارا فتسّاقط رطب شهيّة. ثمّ أراني أعصر شمسا فتنبت على راحتي نخلات باسقات. وأراني أعصر قمرا ونجوما فتدول لي جنان الأرض…
أسمع قهقهة فأمدّ بصري… ثقب أسود يبتلع قلمي..
ويبتلع يدي!