قيل:
– “إنّ مِرآةً دخلتِ السّجن”.
في لحظةٍ فارقةٍ تحسّس المساجينُ وجوهَهم الضّائعة منذ عشر سنوات. للمرّة الأولى تذكّروها.
صديقي أخبرني:
– “دخلتُ السّجنَ بلا شوارب، ولمّا وصلتِ المرآة إلى يدي كان عُمُري ثمانية وعشرين عاما خلال ثَوانٍ قليلةٍ سحبها المسؤولُ.
كانت يَدِي الأخرى تمسحُ غُبار السّنين عن وجهي، ولم أستطع تَبَيُّن ملامحي الحديثة”.
دبيبُ عقاربِ السّاعة تَحرّكَ من جديدٍ في أروقة السّجن. وجهُه عانقَ ضوء القمر في سماءٍ بلا أسلاكٍ خارجَ الحدودِ.