الصباح أقدم من عمر الضوء..
كلما التقيته، يذكرني بهذه العبارة التي سمعها مني قبل تسع سنوات، ثم يكرر سؤاله :
ماذا عن الرؤية؟!
– “كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة”
ضحك بطريقته التي صارت علامة خاصة به
سرد قصته مع زوجته، كان اللقاء الأول بينهما لحظة معاكسة ضاقت فيها عبارته واتسع المدى أمام حذائها ذي الكعب الزجاجي….!
اضطر لحظتها لاستخدام الحكمة الشهيرة :لا ترجمي الناس وانت كعبك من زجاج…
ضحكت وأخبرت جموع المتجمهرين أنها تمزح معه وأنه زوجها…!
في يوم الزفة، لحظة وصولهما باب الشقة، تذكر وصية أمه وتحذيرها له : اسبقها في الدخول وادعس رجلها حتى لا تحكمك طول عمرها….
فهمت مايدور في تفكيره، ساعدته في ذلك، ابتسم، انتصر لأمه، شعر بالرضا، صار حديث جلسات أمه :ابني رجال من يوم يومه….!
في أولى صفحات رسالته العلمية التي قدمها لنيل الشهادة العليا، كتب الإهداء:
إلى التي قرعت أجراس القلب بزجاج حدسها
الزواج ليس قسمة أو نصيبا
إنه المزحة القديمة التي أنقذتني من جموع المتجمهرين…!
