صروف
كلّما التقينا تأمّلتُ بطرف خفيّ تورّد وجنتيه، وقامته الممشوقة، ووسامته التي تقع في قلب الأنثى فتذيبه… تمنّيته لو كان لي. بيد أنّه في عصمة امرأة أخرى مثلما أنا في عصمة رجل آخر…
بعد فترة صدمني منظره، فكأنّما مسّته عصا ساحر شرّير…
وسمعته يقول للذي يستوقفه من معارفه:
“آه… اجتمع علي عدوّان… الخبيث والكيماوي!”
رجلان لسرير واحد
كان معها في قوّة مائة حصان… ومع ذلك لم تكن تريحها نظراته الغامضة ولا ابتسامته المبهمة.. شعرت بأنّ شيئا ما فيه تبدّل رغم إقباله عليها بنهم…
بعد رحلة الحبِّ تلك نهض ورمى على وجهها ورقة نقديّةً زهيدةً وانصرف مقهقها…
“لماذا عاملني كعاهرة. ألست زوجته؟”
وجاءها الجواب برنّة من هاتفها… إنّه هو… وشعرت بالأرض تهوي بها وهي تتصفّح صورها الفاضحة مع رجل آخر…
الزّيــــــــــــف
كانت أجمل ليلة في حياته.. رقص كثيرا وشرب كثيرا.. إنّها ليلة العمر بحقّ… وهو يختلي بها في غرفتهما لأوّل مرّة راح يتأمّلها مبهوتا وعيناه تبرقان…
وراحت تتخفّف من فستان العرس. وشيئا فشيئا أخذت تقاسيم وجهه تتبدّل من الانبهار، إلى الحيرة، إلى الصّدمة. رآها تطرح شعرا طالما فتنته به، ورموشا كانت أَحَدُّ عليه من السّيف…
واستمرّت تطرح وتطرح… صرخ في مرارة:
“هاه.. كُفّي وإلّا…!”
بذرة النّـــــــور
وكان لا بدّ ككلّ ليلة أن أنام على صوت جاري الخشن وهو يغنّي ويسبّ ويشتم وينادي على زوجته وبناته وأولاده…
سمعته يتجشّأ كثيرا، ويتقيّأ كثيرا بعد أن قضى اللّيل كلّه يعبّ من “القيشم” ما يُسكِرُ قبيلة بأكملها…
وارتفع صوت آذان الفجر من مئذنة قريبة فنزلت عليه السّكينة لحظة، ثمّ سمعته يلهث داعيا بصوته الخشن المثقل بالشّراب: “اللّهمّ…”
“أين وضَعْتِ السّجّادة يا بِنت ال…؟!”