صدى قصائده يُجلجِلُ في مُخيّلتي. استغراقٌ عميقٌ يَستَجِرُّني عُنوة إلى منصّة تُبعِدُني عمّا حوْلي؛ فتتوارد الأفكار، كما تتدافع السَوَامُّ عند المغيب تِباعًا إلى غدير الماء.
استطاع (أحمد شطناوي) إقناعي بشاعريّته، رغم بيانه واستفاضته شرحًا؛ لكنّه استعصى عليه إقناعي بالجهات عند دُوّار جامعة اليرموك في إربد.
– “في الحقيقة يا صديقي فقدتُ بُوصلتي، اختلطت الجهاتُ عليّ؛ دُوَارٌ استحوذني؛ فالشمال غرب، والعكس صحيح”.
قهقه ملء مكتبه، وأنا أعاينُ ملامح استغرابه. تفاءل مدهوشًا، وقال:
“هل تستطيع كتابة رواية في ذلك؟”.
اهتزاز رأسي علامة الإيجاب. عيناه مغروستان في وجهي، بانتظار ردّي:
“بكلّ تأكيد سأكتبُ، وهل تعتقد أنّ الرواية ستكتمل؟، مؤكّد أنّني سأفقِدُ توازني، إذا لم أعثُر على بوصلتي من جديد”.
أحمد ضاحكًا بعد لقاء لاحق. ويده تمتدّ لاستلام نسخته من الرواية، بلا توقيع منّي.