كانت المرة الأولى التي اقف فيها طويلا للنظر إلى الشارع من شرفة منزلي ..
شدني منظر أبناء الحي وهم يتقاذفون الكرة في اتجاهات مختلفه وهم يصرخون ويتضاحكون فرحين ..وكان البحر الممتد امامي وجهتي كلما هدأ ضجيجهم..
اخذتني لحظة تأمل لهذه المياه الساكنه في هذا الميناء الذي كان ذات يوم لايهدأ من حركة السفن التجارية الضخمه فصار إلى مرسى لقوارب الاصطياد الصغيره ..
صوت أغنية خليجية كنت احبها اخرجتني من حلة التأمل تلك..كان الصوت ينبعث من سيارة سوداء فارهه تقف خلف جدار مكتب الميناء..دققت النظرفيها
شاب يلبس دشداشة بيضاء خلف المقود وبجانبه فتاة في مقتبل العمر بعباءتها السوداء ووجهها الطفولي الضاحك
كانت يداهما متشابكتين واحلامهما تاخذاهما بعيدا عن واقعها..
تتوقف بقرب السيارة السوداء فجأة سيارة عسكريه ويقفز من عليها مجموعة من الجنود المدججين بالسلاح والمغطاة وجوههم ببراقع سوداء ..
حوار دائر لم اسمع محتواه لكن الإشارات المتشنجه والحركات الغاضبه كانت تترجم معانيه إلى حيث كنت أقف متواريا ..
طلقتان من مسدس كاتم للصوت إنطلقتا صوب الفتى قبل أن يعود الجنود إلى سيارتهم التي انطلق سائقها مبتعدا عن المكان ..
كانت يد الشاب قد تدلت خارج السياره وقد تخضبت دشداشته بالدماء وكان راس الفتاة قد سقط على حظنه .