سحب بلا هوادة/ بقلم: ياسر زمراوي( السودان)

فاغرا فاه للوهلة الصائدة، يترقب أن يسمع غير ماسمع،
تأكد فى المرات الأولى ان ماسمعه حقيقى، وعليه الان امتصاص الأزمة، كان متحشرج الآه، حسيرا حزينا، هاهي ادخارات السنين من صبر ومن محبة، ذهبت أدراج الرياح والوعود التى أعطاها له اب خطيبته، تروح هالكة مع الزمن كدين قديم عند صاحب متجر.
خرج من منزل والد حبيبته، منطويا على نفسه، يتذكر كلماته الأخيرة له، بأنه ابن شاب فى مقتبل العمر، وعليه ان يؤسس لنفسه مستقبلا ماديا، ليفكر بخطوبه ابنته، او غيرها كانت كلمات صادمة، عاكست مابنته له الحبيبة من مخيالات فى عالم الذهن خلال سنين الجامعة الأربع، كانت تحدثه عن ابيها المثقف الذي لايشغل نغسه بالفرق، هدت له كل الوساوس، لم يكن على قناعة بان فى هذه الازمان القاتلة، من يؤمن بالمساواة احتاج الى تجربة، يراها امامه او يسمعها.
متجولا فى ذلك الحى الراقى، ضائع الخطي، من شارع الى شارع، من حى الى حى، يقل عن الاول فى درجه المعمار وتنظيم الخدمات، فى عاصمته التى لاتخفي سؤاتها عن احد وتنفنن فى التنافر بين مواطنيها.
ترى ما الذي جمعه بحسناء الحى الراقي تلك، اما كان اجدى له الصبر على مقاديره،، والاقتران بمثل من هى فى طبقته، عند دخوله الجامعة كانت هى اكثر اقترابا منه، رات فى عفويته وقرويته المالحة، طعم الايام التى تفتقدها فى حيها الذي ينام مبكرا،
وفي حواراتهما دلفا من حوارات عامة الى اكثر خصوصية، باكتشاف القواسم المشتركة، حب الليل والسكون، التامل فى الطبيعة، الدراما والشعر والموسيقى، نفرت اول الامر من نوع اغانيه التى كانت يسمعها، كانت اغانى مغرقه فى المحليه، وعاد ليجعل منها مستمعة جيده لها، ادخلته مثيلا لها فى الاغانى الاجنبيه والعربية، وازدادا تواصلا والقا وعرف الجوال ايامهم الممتدة فى التواصل الشفاهى وسيرة الحب.
كانت ايامهما سابحات فى سماوات الحب الأجنة، غير مدركات لمعطيات الممكن الماحل، غير مشفقين علي حالهما كان يشاكسان الغيب ينسجان المستحيل.
خرج من منزل حبيبته وهو يجمل اهته , هو الان اكثر رؤية للحاضر , يجب ان يكون الفكر اكثر مضاءة بعد هذا،
لم يتخيل الحسن والجمال يبعد عنه بمجرد مقولة صغيرة، ولكن فليقاتل وليكون القتال من خلال نفسه بان يمسح الصور المنسوجة , لم يكن ابدا يتوقع ان يرفضه ابا حبيبته لانها اوهمته بعكس ذلك , وهو لم يتوقع ان يتشكك اباه القروى فى مثل سهولة هذا الزواج.
كان يحمل طموح السحاب المهاجرة , والطيور المسافرة ،يحمل احلامه من غصن لغصن، يفكر فى الجمال المشرع، ولكن الان عليه بالصبر والاعتراك من جديد.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!