بعد أخر زيارة لهما من بيت أصهاره عاد فهد مُحملا بكل معاني الإرهاق المعنوي المصحوب بعدم الإحترام والتقدير من قٍبل أصهاره لم تمض أيام قلائل إلا وأرادت سميرة العودة لزيارة أهلها بحجة الإشتياق لأمها ثارت موجات الغضب فيما بينهما؛ أخذ فهد يرعد ويزيد كطوفان جارف؛ احتد النقاش واحتدم تطاولت الألسن بدءا معا في التجريح؛ تفتحت الجراح لاحت جيوش الحزن لتجهر عل ما تبقى من أيامهما الجميلة؛ قال لها بصريح العبارة إن خرجت في أنتٍ طالق ترددت أصداء الجملة في أرجاء الجدران والأماكن التي احتضنت قصة غرامهما؛ لم تتوقع أن يقولها بكل هذه السهولة؛ ضربت بيدها عل الطاولة وهي تصرخ سااخرج فلن تستطيع منعي من زيارة أهلي خرج غاضب إلى الغرفة المجاورة؛ سمع إرتطام الباب عنيفا مدويا؛ مُحطما في داخله ذكرياتهما الجميلة؛ غرق في تأملاته وأحزانه وذكرياته المتأججة بنيران الغضب؛ أخذ يفكر في تربية الأولاد بدونها؛ وكيف سيكون حاله وحالها؛ صمم أن يعلمها كيف يكون التفاهم؛ ومع من يكون التخاصم؛ بعثر أشياءها من مخيلته؛ رمى بذكرياتها في قعر النسيان؛ مزق بنظراته الغاضبة ملابسها وإكسسواراتها ومقتناياتها؛ أراد أن يثأر لرجولته المجروحة وكرامته المهدورة؛ توعد مع نفسه باان يريها من هو ومن هي.؛ استند بكل ما تبقى من قواه انتفض كصقر جريح لم يستطع الإنقضاض عل فريسته؛ تخطى عتبة الباب مندهشا وهو يرى الزيارة التي كانت تحملها إلى بيت أهلها مثل ما هي عل عتبات السلم؛ البسكويت والعصيرات وبعض المكسرات تقدم قليلا وإذا باابنائه (منال وأكرم) يفترشون الأرض وينامون بسلام نظر إلى الداخل والهواجس تعوي في داخله كذئب مذعور تقدم أكثر وجدها بكامل أناقتها غارقة في بحر من الدموع مشتاقة لضمه صدره ولهيب أنفاسه…