عمّان – صحيفة آفاق حرة:
____________________
في منطقة على طرف من المدينة يوجد سوق الحمير، أو بازار الحمير، وجدت نفسي أتجول ضمنه أتفرج على الحمير المعروضة للبيع.
لم يكن يهمني لا سوق الحمير، ولا سوق الصاغة، ولا أعرف الفرق بينهما، إلا أن قدماي قادتني إلى هنا وأنا أبحث عن علبة من التبغ الوطني المفقود بحجة الحصار، تلك الحجة التي صارت كمسمار جحا يعلق عليها الفاسدون قوانين فسادهم.
تجولت كثيراً خلال عملية البحث حتى تعبت قدماي، فجلست على حجر من الحجارة الزرقاء الكبيرة، ولم أكد أجلس حتى لمحت رجلاً يفترش الأرض ويضع أمامه كومة من علب التبغ الوطني فأسرعت إليه مهرولاً.
قال لي الرجل: هذا التبغ ليس للبيع بل هو أجرة لمن يمسح وينظف حميري التي أعرضها للبيع، فاذهب نظف حماراً، لأعطيك علبة تبغ.
قلت له: ولكنني مواطن أتمتع بحقوق المواطنة ومن ضمنها حقي في التدخين، دون تنظيف الحمير…
قاطعني قائلاً: وماذا يعني ذلك، أليس فقدان التبغ الوطني قادك إلى هنا، فلتنظف الحمير حتى تدخن…
وقفت محاولاً أن أكون شامخاً في وقفتي، لألقي عليه خطاباً فقلت له:
ـــ يا رجل لماذا نطبق على بعضنا قانون الحصار الذي لم يبلغ عمره عدة أيام، ولا نطبق قانون المواطنة الذي يبلغ عمره آلاف السنين؟.
كان يضحك تاجر الحمير على خطابي وأنا أتكلم، ثمَّ ناولني الفرشاة والسطل المليء بالماء والصابون، أخذتهما وذهبت باتجاه الحمير.
__________
دمشق – سورية