أيلول نبوءة دمعاتي عاصفة ألم وجراحات تمتزج بأنفاسي سحابات ضباب لهيب للوجع يرسم قريتي منذ أعوام يشعل نار الشوق أسكن في الركن المعتم بالحجرة أقتل بسيف الوقت تتنافر الحقيقة بذكرى استشهاد أبي أزور قبره يتدفق إيقاع الحنين بالوجد وحب الوطن الساكن بالأعماق أتأمل وجه الكون يبكي والأقمار الثكلى على بساط الذكرى تسبح تؤمن بالنصر وبعقيدة الجند أري إرهاب وحنق طيور جارحة تلتهم الفجر تبكي عيون الشمس أذهب للنصب التذكاري أقرا الفاتحة وأضع أكاليل الزهور على من عبروا بنا من النكسة للنصر وأتمنى أن يحدث عبور لسيناء بنور العلم والعدل وأعود للبيت يسكن جسدي المرض يأتي الطبيب يبكي على حالي تتدخل أمي وقد ارتفعت درجة حرارتي تتجه للقبلة وتدعو ليا بالشفاء أنظر لصورة أبي والكتب وبالروح جرح عميق تدخل أختي وتقول هون عليك تسقط الشمس بوجهي وتتقاطع بحضرة الظلال أتذكر يوم ميلادي كما تحكي أمي أردد كلماتها عنه بعزفه كونشرتو البيانو احتفالا بمولدي هكذا كانت تقول أمي كان أباك نبي في أخلاقه يعطف على الضعيف يعطي الفقير يقيم الفروض يرى إن حياته ثمن رخيص لمن يكفرون بالكنانة وبئر الخيانة الساري بشرايين الخوف لهيب الألم يشعل جسدي يكسر يد النهار الحزين ينزف دما سقف الأماني مغناطيس الروح في الثانية عشر صباح يبوح للصيف وللكتب تبكي أسراب العصافير منذ خمسة عشر عام وأنا أحيى على مواويل الرثاء تحاصر أبياتي أبحث عن حلم مستحيل وعيون الصراط تشتهي الحق تتوضأ بماء العدل وأنا مراهق أمارس بطولة مزيفة على الورق أتمنى الموت والفردوس تقتلني شياطين اليأس بضفاف الحبر ولا يزال الطفل اليتيم داخلي يشتاق لكلمة أبي
لأحلى خبر تدمير الخلية التي حرمتني من أبي تموت الطحالب الرخوة برصاص النور ترتل الزهور أمامي آيات النهار رأيتها بثياب الفخر تتبتل بالوجد بموج ممدود في بحر الذات أحس أني لم أولد غير اليوم تغير شكل المجرة الباهتة الهاربة من جحيم الوجع لجنة الضوء توالت المواكب نحو الناصب التذكاري وأنا أشعر بالفخر أني أبن الشهيد أذهب للمكتبة أرى أمل وبعيونها سحر البجر يتجلى من ثغرها ابتسامة مخملية بغسق الداجي يعزف وجنتيها لحن الحب على أوتار قلبي بميلاد أيلول كيف تغير لون الفصول مابين أرتعش الأيدي ونظرة وأعترف بالشوق والحب يسود الإرجاء بمسحة صفاء أذهب معها على ضفاف النيل تنمو أعشاب العشق في صحاري الوجد القديم نرقص معا في حضرة الحور وبصماتي على وجه الصباح نسمة صيف وأغنية قطرات مطر ترسم ملامح المشهد بأسطورة غرام في الذاكرة كوني ملاك بمملكة الرب مع ارتفاع ألسنة النيران وجفاف دجلة والفرات وألم النيل سفر الإحزان ينتهي بخطوات النور بعيونك تصورتها تقف أمام المرآة تتحسس صدرها بحضرة قرص الشمس صرت فاكهة ناضجة كالنخلة مشيتها تحمل كل الخصب وبين يدي سوف يثمر ألوذ بوجهها المدور وقامتها الممشوقة حين بد أ صوتها يغزو الروح حذري من الحلم الجميل في أخر القرية سكونا وسماء زرقاء صافية رمقتها باه صدفة تبتسم في هذه الليالي الصيفية أشتاق لأشجار الحب وسعف الوحي يحتضن صرخات النشوة المرهقة داخلي ماذا يشرع هذا النهد القادم من وديان النور ويصحب أصابعي لعرش بحر العطاء المخزن أمنح الحلمتين حياة أبدية بخضرتها وانتصابها ترقص بالأمل الوردي دفء الشموس يلوح بالنهد المتكور وهي تركض في بيوت القرية المتراصة ودخلت المدرسة الهادئة والتلميذات محتشدة ترى نفرتيتي الساحرة واحدة تغار وأخري تدهش من شموخ النهد وطفرة الأنوثة والحسن كان القلم يفلت من يدي وصوتها يسترخي بروحي بعيونها بساتين خضراء وبشفا يفها نيل يروى الوجد لامس ظهرها الكرسي خشيت من زميلي الجالس أمامي أن يراني وأنا أرسمها قبل دخول المدرسة وقفت رعشة بأصابعي عن اكتمال الصورة دخل الأستاذ وسال عن أحد يحسن الخط قلت أنا نريد إن تكتب بعض الكلمات وترسم اللوحات بحجرة الرسم نريد إنجاز العمل خلال ساعتين صرخ زميلي أنها موهوب سوف أستعين في المرسم وأنمي القدرة الإبداعية ليك ذهبت معه وبكيت من شوقي إليها بهذا الوقت فجاه رأيتها واقفة عند فتحة الباب والشمس خلفها مفرغة على جسمها تهمس باسمي وشعرها يلمع كماسة كبيرة سوداء لمست يدها يدي رجعت لحائط الفصل كدت أسقط قالت أرسمك ضحكت دندنة قصيدة من لحن فرح بلا وداع لم أستطيع أضافه حرف من جمال النص قلت الله يا شاعره قالت مكتوبة علشانك يا حبيبي رسمتها وبشفاهي بسمة تزهر ولم أستطيع البوح بحبها كيف تمكن الخجل من روحي المتمرد العاشق لها
