على غير عادتي صحوت اليوم تمتص الكآبة رحيق عمري، الفجر غامق والليل يزاحم شروق الشمس بقلبي، أشعر بصعوبة بالغة في التأقلم مع ذاتي كأنني لا أعرفني ….
اليوم صحوت بأكثر من وجه، وعلى الرغم من أن هذا شيء سيء جدًا لكنه في الحقيقة يروقني كثيرًا،
ماذا لو أصبحت خدعة أتشكل كل يوم بوجه غير قابل للتصديق؟
ماذا لو غيرت ملامح وجهي بعد أربع دقائق وبضع ثوان؟ ماذا لو رسمت ملامح العجب في عالم خالٍ من الدهشة؟ ماذا لو تظاهرت بأني أحب البشر وبأني أنتمي حقا لهم وكأنها كذبة بيضاء؟
ماذا لو غزت اللطافة وجهي وقرأت لكم ما تيسر من الشعر وحين انتهائي تقومون بالتصفيق مجاملة لي فتظهر لكم ابتسامتي الصفراء مجاملة أيضا وكأن تصفيقاتكم صنعت فارقا؟! …
هه .. ماذا لو نُزع القناع واختفى وجهي اللطيف وغابت ملامحي بين الوجوه
وأدركتم جميعا كم أنا سيئة؟!
سيئة للحد الذي يجعلني أبتدع خلافًا من عدم ، وأن أحرق مدينة يسكنها البشر وأبني من رمادهم قصرًا وأصنع من قلوبهم كتبًا أوفياء …
صحوت اليوم وفي قلبي القليل من الصدق وقررت أن أحذركم :إن قابلتم وجهي اللطيف يوما فلا تصدقوه…..