ها هي تُريك وجهها الحقيقي بكامل شناعته، تتعرى بكل وقاحاتها، تتنكر من خجل الكون، تبصق في وجهك، وتلفح عينيك ترابا ودما.
لن تقول عنها متوحشة، قاسية أو سادية، هي فقط على سجيتها وحسب، سجيتها التي أبصرتها لتوك فقط، فابتسم وأخبرها أنها الأجمل على الإطلاق، اجلس معها على طاولة واحدة ولا تحاول قلب الطاولة البتة، قبلها مهما صفعتك، وإياك أن تتذمر، فقط استمر بالتودد والطاعة.
ستبالغ في طحنك وسحقك وعجنك. ستصلبك على جروحك كثيرا، وتتحداك بطلاء الهواء كلما تنفست، لكن وعلى الرغم من ذلك هي عاقلة جدا وتريد مصلحتك.
حاول الاتفاق معها بفكرة أن الحب محض ظلال، وأن الخير مهنة الضعفاء، وأن الحرية والعدل كفر. وعندما تلفظ كلمة السلام بكل احتقار؛ صفق لها بحرارة، واختر لغصن الزيتون عبارة في منتهى التراجيدية والازدراء: (السلم فكرة اخترعها إبليس ليتسلى ليس أكثر).
غنِّ لها أغاني الصباح فقط، راقصها طويلا . . . وأحبها مثلما تحب بولاريس القمر.
جدّل موج شعرها قصائدا، وأبك ملء قوافيها الشاسعات. الضحك معها يعطيك فرصا أكبر للنجاة، الكتابة أيضا طوق نجاة، الجنون بوابة عبور سريعة للجنة…وعندما ينفد صبرك، ويُصبغ كل شيء بالأسود، عندما تشعر أنها النهاية، وأنه لم يعد هناك متسعا لشيء سوى الموت، حينها فقط… عانقها ومُت!