ضبية ومُطّهر؟/بقلم:صالح محمد الحاتلة(اليمن)

عاد مُطّهر من عمله بعد الظهيرة متجهم الوجه نافراً بعد قضاء يومٍ كسائر الأيام في أروقة المحاكم ومناقشة القضايا الشائكة التي تُعرض عليه فقد بلغ الأربعين وكان قاضياً شديد المراس،لم يجد الزوجة والأبناء في البيت فقد ذهبت المرأة وصغارها لبيت والدها على أثر وعكة صحية ألمت به وأوكلت جارتها اليهودية أم ضبية بتحضير الغداء وتهيئة المقيل لزوجها حتى تعود قبل مغيب الشمس،كان صوت مُطّهر يسمعه القاصي والداني،أينك يا مره يا جناه ما هذا الذي جري ما الخبر؟حتى دخلت ضبية تحمل فوق رأسها طبقاً من العزف به صحن الفتة والعصيد والملوج وبرمة اللحم وشي من الفلفل الاخضر المخلوط بالكزبرة والثوم وإبريق من الماء معتق بحبات الهيل،ظل مُطّهراً فاغر الفاه لا ينطق ببنة شفة،تقلك أمي هذا غداك الحرمة سارت لبيت أبوها حامي قليل،لم يرى ضبية مايقارب الخمس سنوات،كانت تلبس زنة من الحرير فاقعة اللون وصدرية من الصوف أظهر فجور نهديها وسروال قطني مزخرف ولثامة صنعانية شفافة تُظهر الزهر والدرر وخصلة شعر ذهبية سقطت على خدها المورد بالحمرة وعينان خضروان فقد حازت من اسمها النصيب الأكبر،ما إن وثبت بالغداء حتى أمسك يدها وأثنى ساقها واخذ يضمها ويُقبلها وهي تصارع وتقاوم تريد الفكاك منه ولم يستجب لتوسلاتها فقد انقض عليها كالوحش المسعور حتى واقعها،رجعت لأمها تجر أذيال الخزي والعار وكان أبوها من جلساء الحاكم واستطاع رفع شكواه لإنصافه وأبنته من مُطّهر،كلما وصلت القضية للمحكمة تم تأجيلها وإعادة النظر وإذا تاخر البت فيها استطاع أبو ضبية تحريكها بحكم علاقته وقربه من الحاكم فأصبحت قضيتهم على ألسن الناس يلوكونها ليل نهار،ناجي قد اصابه الجنون بسبب أحد الأحكام القضائية الجائرة التي أحرمته حبيبة قلبه فزهد في الحياة بعد فراقها وأتخد من حرم المحكمة واسوراها موطناً له عله يجد يوماً من ينصفه،يقتات على احسان المنتصرين والوجهاء،صادف ذات يومٍ رئيس المحكمة خارجاً فقال له؟ماحليتوا قضية مطهر وضبيه؟لا!!؟؟
أما تسلم ضبية أو يتيهود مطهررر!
وضع أبا ضبية يده على رأسة مشدوها
إن أسلمت ضبية خسرنا ابنتنا وإن أسلم مُطّهر لن يبقي يهودية.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!