لصحيفة آفاق حرة
*****************
تتفاجأ٠٠تكتم صرخة قوية٠٠تكاد ان تجن..تتسع تحت وطأة الدهشة حدقتي عينيها..يشحب لونها..بدت وكأن الموت يرقبها من بعيد..،تتصبب عرقاً بارداً تموت الكلمات ويسود صمت مرعب..ترتعش كمن أصابته حمى مفاجئة، يسألها عن حالها..لا تجيب..ترتعد.ترتد إلى الخلف ككلبة ضالة شاردة..
( أنا لم أمت!!) يقول بتأثر واضح ولمعت عيناه .ثمة دمعتين ،دمعة له مشتاقةودمعة لها مرتعبة..( هاكي يداي ألمسيهما،تحسسيهما،أوه للأسف أضحتا خشنتين) …تقف مشلولةعن الحركة،عيناها جا حظتان ،جامدتان..( هاأناذا أعود إليكِ).
( تفزعكِ حالتي، لا بأس..عانيت ُ كثيراً،كدت أموت فعلاً ،لكن ..هذا لا يهم الآن ،ها أنا ذا من جديد..ثلاثة أعوام،فترة ليست بقصيرة ..لكن،أوه، أنا هنا ..أخيراً،هل تعرفين أنا ما زلت واقفاً عند عتبة بابنا..حسناً..أنا أدخل ..هذا منزلنا ..تغيرت رائحته..شيئٌ ما تغير،ولكن يبدو أنه شيئ جيد) .لاتزال جاحظة العينين ،زائغة البصر،تزداد رعشة..قلق مميت.
يتخذ طريقه إلى الداخل،طويلاً،نحيلاً
وشاحباً،مهترئ الملابس أشعث،عاد شبحاً( زوجتي الحبيبة ،أيتها المخلصة
لم يزل الرصاص ودوي المدافع يصم أذناي ) ،( أوه ) يقولها بتودد،( عانقيني) ،لاتقترب ..
جامدة كحجر..( أوه، لك العذر أن لم تفعلي،رائحتي كريهة..نعم أظن!! ..أنا بحاجة للتخلص من كل هذا،سأغتسل..أعرف طريق الحمام ،،أوه هناك أمر ما قد تغير، لا بأس..إهدئي أنتي تبكين…..كم أنتي مخلصة!! ).
عند زاوية ما من المنزل وقف رجل يداعب طفلاً،..تفاجأا،نظر كلاُ منهما باتجاه الآخر .. تقابلا… .تجمدا…… وفي الأفق نذر معركة قادمة.