غزة العزة/ بقلم: الدكتورة ميسون حنا

 رأى في حلمه أنه يقطف نجمة، وعندما لاحت تباشير الصباح، وفتح عينيه، وآثار النوم لا تزال عالقة بجفنيه، نظر إلى السماء، النهار أعلن قدومه فاختفت النجوم، أدرك أن ما رآه في الحلم كان حقيقة لا محالة، فالنجوم تستتر في النهار خلف غلاف الشمس، ولكنها بالليل تكون متاحة، لذا هو أمسكها في سباته، لكنها الآن تغط في نومها خلف خيوط الشمس، ابتسم لومضات فكره، وأدرك أن الوهم والحقيقة وجهان لعملة واحدة هي الواقع، والواقع يقول أن بإمكاننا أن نحقق ما نصبو إليه بإرادتنا عندما ندرك تفاصيل اللعبة، ونتمسك بالواقع الذي يمدنا بالطاقة اللاهبة لتحقيق الذات، وأبطال غزة أدركوا اللعبة حقيقة، وركبوا الموجة، وأصابوا الهدف، وفي رحلة تبديدهم لعملة الواقع يكسرون الوهم، ويحيلونه إلى حقيقة ملموسة تقربهم من إشراقة النصر، هم يعرفون أنهم سيدفعون ثمنا باهظا من أجسادهم وأرواحهم وفلذات أكبادهم، يدركون حجم الضحايا، لكنهم يؤمنون كذلك بحتمية النصر، هم في النهاية سيمتلكون ناصية الحلم الحقيقة، والنصر آت آت ، فتحية لأبطالنا الأحرار، ولشعبنا المغوار في غزة العزة، وتحية لشعبنا الفلسطيني المناضل المنتشر على كافة أراضيه من البحر إلى النهر.

 

 

About محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!