لصحيفة آفاق حرة:
_______________
فارقُ التّوقيت
بقلم – سليمان نحيلي
لن أضرب َ موعداً معكِ بعد اليوم ِ ياحبيبتي
هي الحربُ أورثتنا أن نُسرفَ بضرب المواعيدِ
ونسرفَ بعدم المجيء ..
لن أضرب َ موعداً معك ِ بعد اليوم ِ
فتوقيت ُ المدافعِ غير توقيت ِ العشق ياحبيبتي….
السّاعةُ لديّ َ الآن الخامسة قصفاً
وأقول ُ الخامسة َ: لأنّ المدافع َ تزعقُ من الجهاتِ الأربع ِ
فيما الطّائراتُ لها الجهات كلّها
ولها السّماء …
أمّا لديك ِ ، وآهٍ من لديك ِ
فالسّاعة ُ الآنَ تمام الخامسةِ أماناً
الخامسةُ مدلّاةً من عريشةِ المساء ِفي داركم !
أَرأيتِ فارق َ التوقيتِ بيننا مع أنّنا نسكنُ على نفس خط ِّ الطّول ِ
ولا يفصلنا سوى حيَّان ِ ومتاريس ُ في مدينةٍ واحدة…؟؟!
تقولينَ لي على الهاتف – مع أنَّ الاتصال مقطوع ٌ ولكنّي أسمعُكِ – :
متى ستأتي ياحبيبي ؟
أَردُّ : عند السّاعة ِ اللا أعلمُ
لكن ْ سآتيك ِ
بعد أن ينتهي القصفُ سآتيك ِ
فلعلَّ نفاذ َ الذٍخيرة ِ يؤجّل ُ موتي حتى الغارة القادمةِ
فآتي بين غارتين .
بعد أن نُسعفَ الجرحى
وبعد أن ننتزع من براثنِ الأنقاضِ ماتيسّر من الأجساد المهروسة ِ
فيما الباقي ستكون ٌ لها الأنقاضُ مسكناً أخيراً..
سآتيكِ بعد أن ندفن َ الأطفال َ وألعابَهم معهم
فقد قضَوا وفي طفولتهم -بعد ُ – متّسعٌ شاسعٌ منَ الّلعبِ ..
سآتيكِ ..لكنْ دون َ موعدٍ
فمن يضربُ موعداً للحبِّ في الحرب ِ
كمن يُحدِّدُ موعدا ً للسِّلمِ في حرب ٍ لم تبدأْ ..
– لن أضرب َ معك ِ موعداً ياحبيبتي
= لاتضربْ معي موعداً ياحبيبي.
سآتيكَ أنا
سأَعبرُ الحيّين
وأُوَحّد ُ التّوقيتين ..
نيسان 2020