الجثث المتعفنة ملقاة في الشوارع .. الهواء يزاحمه الذباب و الكلاب تتقاسم الأشلاء .
وباء اجتاح المدينة وجاء على كل من فيها .
جندٌ مدججون بالأسلحة يحكمون إغلاق مداخل ومخارج المدينة ..
فِرق من المختصين بمكافحة الأوبئة بملابسهم البيضاء التي تغطي كل أجسادهم وتجعلهم يبدون كمخلوقات فضائية ، ينتشرون في كل مكان .. في السماء تتراءى طائرة غريبة تنثر رذاذا على المدينة كأنما تعطّرها من رائحة الموت .. لا جدوى ، الوباء استشرى ، والناس أصيبوا بشيء ما فتك بهم .. مرت الساعات والصوت المجلجل في أرجاء المدينة عبْر المايكروفون يكرر ؛
(( يا سكان المدينة عليكم الالتزام بالتالي .. من لازال منكم حيا لا يأكل شيئا و لا يشرب شيئا و لا يلمس شيئا ، فقط ليخرج إلى وسط الشارع ونحن سنعتني به .. نحن نمثل الحكومة )).
لم يخرج أحد .. كانوا قد ماتوا جميعا بفيروس القهر !! .
آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية