خلسة سمعتهُ يصفق بيده والسعادة
تملأ كيانه ..
كأن صوت يداه موسيقى صاخبه ،
لم تكن كلمات الأغنية التي كان يرددها
مفهومة حين كان ينشد لها ويغني ،
وهي تقهقهُ ضاحكة ، كان باب منزلهم
المطل على الطريق مفتوحاً وكنتُ
قد رأيتها ترفرف بيديها كجناح طائر ،
كأنها تحاول النهوض ..
يا لها من عصورة صغيرة تلعب بين
يديه ..
لم تكن أمها هناك ، يبدو أنها خرجت
وتركتها عند أبيها .
سمعتهُ يردد ضاحكا هيا انهضي عصفورتي
الصغيرة ، ماما قادمة الآن ..
ظننتها طفلتهُ البكر يبدو ذلك واضحا
من شكلهُ ، ما زال في بداية شبابه .
وحين عادت أمها صاحت في وجههِ قائلة :
قاتلك الله أيها الوغد ما الذي أتى بكَ
إلى حجرتي لتلعب مع صغيرتي ..
قهقه ضاحكا وهو يقول : أتت بي عاشقة
الهوى ..
تسمرتُ مكاني ولم تستطع قدماي
حملي ، بعدها بدأ الوسواس يلعب
بأفكاري ، وعشرات التحليلات تدخل
رأسي ، ما الذي يحدث هنا ..
ما سر العلاقة بينهما ..
هل هو فعلاً بعلها ..أم هو شاب نزق
دخل حجرتها خلسة ..
فجأة تخلع جلبابها وترميه في وجهه
وهي تقول :
لقد كرهتُ العيش بهذا الروتين الممل
كرهتُ العمل بهذه الشغلة التافهه ، بل
صرتُ أكره المكتب والمدير والمنظمة
التي أخذت مني شرفي وعفتي ..
من الغد يجب أن تذهب أنت للعمل
وأنا من يمكث هنا يهتم بأمور المنزل ..
تبسم وهو يردد على غير يا ..
صاحت في وجهه غاضبة :
ألست أنت الرجل وأنا الإمرأة ، اثبت
لي ولو مرةً واحدة أنك رجل .
قام نحوها كالمعتوه وهو يقول :
لا لا لم أعد أحتمل كل هذه الحماقات
التي ترددينها على مسامعي ، لو قررتين
الخروج من عملك لم أعد بحاجتك ..
قاطعته ألم تستحِ من نفسك تركتني
كالنعجة بين تلك الذئاب السائبة ..
صاح فيها لا يهمني شرفك ، لا يهمني
سمعتك ، فقط يهمني المال ولهذا أنا
معك هنا ..
لم اتزوجك من أجل جمالك ولا حسبك
ولا نسبك ، فقط تزوجتك من أجل
عملك من أجل معاشك وراتبك في
هذه المنظمة ،فإن حاولتي الخروج
منها فسأذهب من هذا البيت وسأتركك .