تتسلل نظراتها عابرة أكتاف الطالبات،مرتدة من السبورة إلى دفترها الأبيض،
تدون بقلمها المنسل من بين أصابعها الرقيقة نقاط الدرس.
غطى لون السلام الناتج عن تطاير ذرات كربونات الكالسيوم وجه تهاني وملابسها، فاستدارت بجسمها النحيل، ويديها تنفض بعضها بعد ان أنهت مسح السبورة عائدة إلى كرسيها الخشبي.
وقفت الأستاذة نعمة بقامتها الطويلة تتساءل؟
: من هي مافهمت الدرس؟
: كلنا فهمنا.
:إذن من منكن تستطيع تلخيص درسنا ؟
ارتفع الضجيج ، أنا.. أنا… أنا….
: جاوبي يا تهاني .
استقامت وكان نطقها سريع والبحة تلازم صوتها.
: أعيدي ماقلت ثانية وثالثة ورابعة…،
الجميع قولوا مع تهاني
“عبثية الأرض سينظمها قانون السماء ”
اهتزت الأرض ورددت الحيطان الصدى
وصعدت تلك الأصوات البريئة إلى الأعلى
فهاجمها صاروخ غادر انطلق من تحت السماء
أسكت بعضها للأبد ، وأخمد أحلام تهاني والبقية.