دوران
يراودني إحساسٌ غامضٌ اليوم بعجزنا عن إنهاء كتابة قصة قصيرة.
_على الرغم من امتلاك للورقة والقلم وفنجان قهوة، و رغم قدرتك الفائقة على خلق البدايات، إلّا أن نقطة ضعفك هي في إغلاق النهايات.
_أوف… أشعرُ بالملل، فهو لا يستمع لما أقوله، وأنا لا أدرك المتعة التي تراوده في مراقبة غرابٍ طائش، وكلبٍ صغير يدور…باحثاً عن ذيله.
تربُّصْ
أثناء انشغاله بما يحدث خلف النافذة، كانت يده تتبع حركة ذيل الكلب الصغير؛ وبدلاً من كتابة قصة، جرّب أن يرسم خريطة.
حاول أن يجعل بيوتها مشّرّعة الأبواب…بعضهم شعر بالقلق فأوصدوا على أنفسهم…آخرين شعروا بالضيق الشديد، ومن ثمّ سيبدأون باللف والدوران.
يستغلون عدم قدرته على إغلاق النهايات؛ يبحثون عن منافذ يتسلون منها…يتصاعد الدخان والحرائق من الورقة…نتابع باهتمام نشرة الأخبار.
تبصير
لا أدري لماذا أشعرُ في كلّ مرّة نكتبُ فيها قصة، أنها ستكون الأخيرة.
_ربما لأنه هذه المرّة تركني وحيداً، لذلك أشعرُ بالقلق من عدم قدرتي على إنهاءها بالشكل الذي يليق بكونها الأخيرة.
أشعرُ بالاختناق من رائحة الورقة المحترقة، ومن الصوت القبيح لمذيع نشرة الأخبار…أفتح النافذة…أنظرُ إلى الكلب الصغير وإلى فنجانه المقلوب؛ أراه بوضوح…ينادي من خلف الأسوار:
_آية ملكي…تتبعني الغربان.