لآفاق حرة
نعشٌ مُهمَل
بقلم. مروة جمال مهدي – اليمن
تمدّد جسدي، ساكنًا، كأنه جزءٌ من الأرضِ. أطبقَ الليلُ جفنيهِ على الحيّ، تناهت إلى سمعي حوقلةٌ متقطعةٌ، اختلطت بزغاريد، شعرتُ بدفءٍ سرى تحت جسدي، في حين كان داخلي يتوقُ لجرعةِ حياة.
من حولي شَخَصت أعين، ناديتُ جاري، توسلتُ إليه، لكنه لم يلتفت.
تفجّر داخلي بركانًا، بين استغاثاتٍ خُنقتْ قبل أن تكتَمل.
الأنفاسٌ تتحشرج، والنورُ ينطفئ، لم يتبقَ سوى وحشةٍ تطوّقني.
صرختُ في داخلي: إلهي، من سيحملُ نعشي؟
لم يأتِني جوابٌ. استدعتني جنائز، مشيتُ فيها كظلّ، صرختُ بلا صوت، ونثرت جروحي في الفراغ.
حاولتُ النهوضَ، أنَّ ما تبقّى من دمي، تحركتْ جثة جاري، فؤجئتُ:
-حيٌّ أنت؟
قال ببرودٍ:
-انسَ…
ثمّ توقّف.
عندها، اجتاحَ السوادُ المكانَ كلَّه.
بحثتُ عن بصيصِ ضوء، فتشتُ عن كتفِ إنسان، عن نافذةٍ تضيء؛ فلم أجد.
من بين الركامِ، زَحفتْ نحو صدري الحشراتُ، وغطّت قميصيَ الأزرق. دوّى انفجارٌ جديدٌ، تبعهُ آخرَ، ولم أزل أطلبُ معاضدةً، بنبرة مكلومةٍ، متهدّجة، شعرتُ بأنَّ جسدي يتنقّلُ صاعدًا هابطًا ما بين السماء والأرض، ولا مِساس.