لا شيء يمكن ان افعله في ساعة متأخرة من الليل ، سوى ان أتناول قطعة من لحاء الذكريات
أرسم
عليها
اشكال هندسية لها ملامح تشبه أعوامي المنصرمة التي
فقدت في تشققات تضاريسها الوعرة والدي وأخي الذي يصغرني بعدة أعوام
والكثير من الأشخاص الذين كانت تربطني بهم علاقات وثيقة ، وأبكي بحرقة ، الى أن تقطع نشيجي رنات موبايل ، حاول صاحبه أن يسكتني بصعوبة بالغة قائلا لي :
– لاتفعلها ثانية
وأياك الخروج من المنزل ،
لأن الأمور
ليست على مايرام هذه الأيام ، خصوصا في تلك الأوقات التي تسممها وجود مجاميع تصوب بنادقها بأتجاه أي شيء يتحرك في أفق الطرقات الفارغة من المارة
أمرأة
شيخ كبير
طفل
شجرة
قط سائب
كلب أجرب
لا يهم مجرد أن يكون هدف قابل أن يفرغوا في أحشاءه أطلاقاتهم اللعينة .
ثم أردف بعد صمت للحظات
قائلا :
– ألزم بقائك في المنزل ولاتغادره
لأي سبب كان ، ويجب أن لاتنسى الألتزام بتحوطات الأمان الواجب أتباعها في مثل هذه الظروف السيئة ، لأجل أن تحمي نفسك من الأصابات البليغة ، وبالمقابل لاتقلق فأننا سنتحين الفرصة المناسبة لنوفر لك كافة أحتياجاتك الضرورية .
ثم ساد صمت رهيب
بعد أن أغلق الهاتف وعاد السكون
من جديد يغلف الأشياء التي باتت تتحول الى أشباح مخيفة
تحاصرني ما بين شبابيك غرفة
المعيشة وحافة سرير النوم الذي تحول الى ساحة عراك
أبطاله أشخاص
مفترضون