كان النسر يحلق عالياً مرحاً بالفضاء, فهو الأن ملك الجو إن صح التعبير . قد أصطاد فريسة طار بها إلى أعلى شجرة و أستقر عليها و كان مستمتعا جداً بتلك الفريسة , يأكل منها تارة و يلعب بها تارة أخرى , يبدو أن بطنه قد أمتلأت و شعر بالتخمة , أخيراً جر فريسته ليخفيها عن أعين وحوش الجو و الغابة , دخل إلى جحره لينام وهو مطمئن لفريسته , ذهب في نومِ عميق حينئذ تجرأ غراب أسود و أقترب من فريسة النسر
و شرع يأكل منها , حتى بدأ النسر يفيق من الرائحة الغريبة التي دخلت عليه
, كانت تدل على قدوم غريب إلى عرينه أستيقظ النسر وتأخده علامات الريبة و زام بقوة و هجم على الغراب و سأله كيف تجرؤ أيها الغراب الأسود ألاحمق حتى تقترب من فريستي و تأكل منها , ضحك الغراب و لَم يبالي بكلام النسر و أستمر في الأكل أغتاظ النسر جداً و أنقض على الغراب حتي صار الغراب بين مخالب النسر , أعاد عليه السؤال كيف تجرأت على مائدتي ألا تخافني يا أيها الغبي الأحمق . ألا تخاف من أن أجعلك أنت نفسك فريستي أيضا بجوارها , ضحك الغراب مرة أخري و أشتد غيظ النسر و سأله لماذا تضحك؟
صمت الغراب وقفز النسر علي الغراب حتي أستقر تحت أرجله و ظل يلعب بالغراب و كان الغراب قد سلم نفسه بأرادته لنسر و جعل من نفسه دمية له فلم يجرؤ على فعل أى شيء إلى أن تعب النسر و نام بجوار المائدة و تحين الغراب الفرصة حتى أنقض على الفريسة , أكل منها حتي شبع و أخيراً بال على باقي الفريسة و رحل , لَم يفق النسر إلى الآن