لعله المنفى/ بقلم : جمال النايف(سوريا)

لعله المنفى لم أقرأ الكتاب كله،
وصلت المنتصف تقريبا،
طويت الصفحة كنقطة علام، وفتحت كتابا جديدا
لاعنوان يميزه، ولا غلاف غريب
بلا فهرس مرقم، ولا فصول
ذكرت ربي كثيرا؛ فاهتديت لكل مجهول فيه،
فالعنوان بدا واضحا
يشبه المواسم الغنية بالقمح.
كل فصوله استحالت ربيعا مبشرا بالخيرات
أزهر كل شيء بين دفتي قلبي.
نسيت كل الحسابات،
وتذكرت رقما
كنت قد سجلته على طرف قصيدة قديمة،
أصحح فيها آخر عثراتي،
انتظرت طويلا.
قرأت الصباح كاملا
من التحية حتى آخر دمعة في المنفى
دونت التفاصيل الخاصة بي
من فنجان القهوة
حتى زيارات بيروت وحلمي بمقهى عتيق يشرف على البحر
تفوح منه الذكريات وطريق النحل
كل ذلك يشبه كتابي المفضل حين أقرأه دون ملل
….أنت
تختصر كل المكتبات والصحف الصباحية
هناك في آخر صورة لي
في جلسة هادئة أتصفح وجوه الناس وهم يعتري الجميع .. أقرأ خطوط يدك المتعرجة
حين ترشدني إلى منفاي الوحيد
نسترق السمع على صوت الحزن يلاحقنا ، يسكننا
في كل أرجاء الوطن
كتابي المفضل حين اقرأ الفقراء في بلدي من أخمص أقدامهم حتى رؤوسهم المتعبة من التفكير
كتابي المفضل أنت حين تختصر قصة الوطن في دمعتك حين تنساب بهدوء لتسقط على طرف يدي فأحترق حزنا …
كتابي المفضل حين أناول أمي كوب ماء لتتناول حبة جديدة من ضغط الأيام…
كتابي المفضل حين أرى الشمس تشرق من جديد على أمل جديد يبشرنا بيوم جديد .

جمال النايف
سوريا

About محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!