لين لاتسمع نصح والديها/ بقلم :أنور الخالد

قصص للأطفال

غادر والدا لين المنزل في الصباح الباكر. و قبل الخروج ، حذرت والدة لين مرارا وتكرارا من أن تغادر المنزل بمفردها.

بعد خروج الأم  و الأب ، قرأت لين قصة ، ثم شاهدت الرسوم المتحركة. ثم رسمت  ، ولعبت بالدمى لفترة. لكنها شعرت ببعض الملل .

كانت لين تحدث نفسها و تقول  :

هناك أزهار جميلة وحيوانات لطيفة في الغابة. اه لو أستطيع الخروج. ولكن والدتي حذرتني بأن لا  أخرج من المنزل بمفردي …

كانت لين  في حالة تضارب شديد بالأفكار .

ثم قالت لا بأس سوف أتجول فقط قرب المنزل  ، و اعود مسرعة اذا شعرت بالخطر.  لم تستطيع لين كبح رغبتها وخرجت من المنزل ضاربة بنصيحة الأم عرض الحائط.

كان الفصل ربيعاً و الشمس ترسل اشعتها الذهبية  من بين الغيوم البيضاء و اسراب الطيور تحلق زرافات ووحدانا.

و الفراشات تتراقص بأجنحة ملونة زاهية. و لين بسعادة تركض خلف الفراشات و تلحق بها من زهرة  الى أخرى.

تنظر إلى اجنحتها الجميلة بمتعة و إعجاب عندما تحط على الازهار و يفوح عطر  الزهور عندما تنفض الفراشات اجنحتها محلقة لزهرة أخرى.

تبعت لين الفراشات  طوال الطريق.

وهي لا تشعر دخلت  الغابة العميقة دون أن تعي  ذلك.

عندما أرادت العودة إلى المنزل ، وجدت نفسها تائهة.

انفجرت  بالبكاء و هي تقول ماذا علي أن أفعل؟

ماذا لو جاء الأن ذئب كبير شرير؟ .

اقترب من بين الأشجار وبعد أن سمع صوت البكاء  حطاب كان يقتطع بعض أشجار  الصنوبر اليابسة وسأل لين  باهتمام وقال : مرحبًا ، أيتها الصغيرة  ، ما خطبك؟

قالت لين  والدموع تنسكب من عينيها: لقد تهت في الغابة  ولا أعرف طريق العودة إلى  المنزل!

سأل الحطاب : و أين بيتك؟

أجابت لين : قرب أشجار التفاح الكثيرة.

هز الحطاب برأسه وقال لا حول ولا قوة الا بالله.

يا صغيرتي هناك أشجار تفاح كثيرة  في كل مكان قرب الغابة. كيف أعرف أين هو منزلك؟

في هذه اللحظة ، اقترب منهم صياد يحمل على كتفه بندقية .

و بعد أن ألقى التحية سأل الحطاب ما بها تبكي هذه الطفلة  الصغيرة؟

قال الحطاب : إنها تائه ولا تستطيع العودة إلى المنزل.

سأل الصياد : و أين منزلك ياصغيرتي ؟

ردت لين ، قرب النهر على أطراف الغابة

حك الصياد رأسه بيده ، وقال: هناك عدة أنهار بجوار الغابة ، فمن الصعوبة أن  أعرف مكان منزلك.

في هذا الوقت ، جاء  شرطي الغابة العم كمال فوثبت لين باتجاهه و كأنها نمر ينقض على فريسته. فقد كان كمال  صديق والد لين وهي تعرفه جيداً.

وسألها و هو يمسح دمعها :لماذا انت هنا يا  لين  ، لماذا تبكين؟

قال الحطاب و الصياد معاً:

إنها تائهة ولا تستطيع العودة إلى المنزل!

قال العم كمال : لا تخافي يا صغيرتي سنذهب الأن إلى منزل عائلتك.

حمل العم كمال لين على ظهره . و لوحت بيدها تودع الحطاب و الصياد ، وبعد فترة وجيزة ، وصلوا إلى المنزل . و شكرت لين  بخالص الشكر العم كمال .

في هذا الوقت ، كان والدا لين يبحثان عن ابنتهما بقلق شديد! وقد  تملكهم الخوف ان يصيب ابنتهم  مكروه.

ذرفوا دموع الحب و الحنان عندما رأوا لين  تعود إلى المنزل بأمان.

شكر  الوالدين العم كمال و دعوه لشرب الشاي.

قالت لين :أمي. أبي ، أنا آسفة! من الآن فصاعداً  ،  أعدكم لن أخرج  أبداً للعب وحدي!

و خفضت  رأسها بخجل و طلبت الصفح منهم وقبلت أيديهم .

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!