يستيقظ كالعادة مذعورًا خائفًا مُضطربًا. قدماه واهنتان عجزًا عن الحركة.
يهذي مع نفسه:
– “ربّما تشابه هذا اليوم مع سابقه انتظارًا على الرّصيف منذ شروق الشّمس”.
يرجع خالي الوفاض، نظراته زائغة عندما يطالع وجوه
خمسة أفواه لأطفاله تشتاق خُبزًا تُبلّه بكأس شاي؛ فترتعش روحه وجعاً على وجع اللّيرة الهابطة أمام سطوة الدّولار.
خطواته علقت بالإسفلت. انحرفت عربته؛ لتسقطه موتًا؛ بلا مُبالاة..!! تجمهر حاملو الهواتف النقّالة كالذباب على قطعة حلوى.. العالم الافتراضيّ تابع البثّ المُباشر.
اغمض أحدهم عينيْه الحائرتيْن.. عندما فرَد صفحات جريدة قديمة كان يتأبّطها، وغطّى بها الجسد المُسجّى.
دموعُ أحد الواقفين بللّت ورق الجريدة، وهو يقرأ أحد عناوينها الرئيسيّة:
– “وماتَ الحلم..!!”.